#أسرار هود عليه السلام وعظمة أرم ذات العماد الغامضة

#أسرار هود عليه السلام وعظمة أرم ذات العماد الغامضة
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث


 اسرار هود علية السلام وعظمة ارم ذات العماد الغامضة.

ارسال هود عليه السلام :

كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت مساكنهم خياماً كبيرة لها أعمدة شديدة

الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام،

والطول والشدة.. فكانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم.

ومن اشهر اثارهم مدينة ارم ذات العماد التي جاء ذكرها فى سورة الفجر

في القرآن الكريم،وقيل إنها القبيلة التي ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها ،

فإرَم ذات العماد هى مدينة عربية مفقودة تقع فى القسم الجنوبي لشبه الجزيرة

العربية في اليمن ويذكر أنها كانت مدينة غنية

وأثمن وأندر الأحجار الكريمة

فاستحقت لقب الإنفراد بعدم خلق مثلها في البلاد ...

ورغم كل ذلك كانت للقوم عقول مظلمة. وكانوا يعبدون الأصنام،

قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح تراباً يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة ؟

قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل .

انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب إدعاء هود !!!.

هكذا تهامس الكافرون من قومه. إن الإنسان يموت،

فإذا مات تحلل جسده،

فإذا تحلل جسده تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب.

كيف يعود هذا كله إلى أصله ؟!

ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟

إن ظلماً عظيماً يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يأتي !!!

ولقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده.

ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة والحساب والجزاء.

ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا

مرة أخرى أمام الخالق،

ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب العالمين سبحانه.

هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة الله ذاته .

وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه.

إن الاعتقاد بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب،

ثم تلقي الثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق

أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة،

ولا يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء

سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق

منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع

لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا،

وطبقا للمقاييس البشرية،

كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب

والعظام أسهل من خلقه الأول.

لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته ؟!

إن الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق.

وليس المقياس البشري غير مقياسٍ بشري ينطبق على الناس،

أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه،

تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر .

فمن مواقع الثراء والغنى والترف، يولد عندهم الحرص على استمرار المصالح

الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرياسة، يولد الكبرياء !!!.

ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون :

أليس هذا النبي بشراً مثلنا،

إنه يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب ؟

بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة،

ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة..

كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟

هذا بشر .. فكيف نطيع بشرا مثلنا ؟

ثم لماذا اختار الله بشراً من بيننا ليوحى إليه ؟

قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشراً ويوحي إليه ؟!

فتسائل نبيهم هود عليه السلام : ما هو الغريب في ذلك؟

إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم وأنذركم وأذكركم بإن سفينة نوح

وقصته ليست ببعيدة عنكم،

لأنه يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله وهو في حديثه

يفهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة.

فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم،

سوف يستبدل بهم قوما آخرين.

وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب .

كانت الرياح تمزق الملابس

وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره.

لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم .

استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط.

ثم توقفت الريح بإذن ربها. فلم يعد ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى

من النخل الميت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه

حتى يتطاير ذرات في الهواء .

نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة..

وهذه النهاية العادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته...

المصادر

البداية والنهاية لإبن كثير، الجزء الأول (قصة هود عليه السلام)

.

أبي جعفر محمد بن (2013-01-01). تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن) 1-13 مع الفهارس ج11.

صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، حديث 3164 نسخة محفوظة

اذكروا الله...يذكركم

تعليقات

عدد التعليقات : 0