أتت أمرأة يوماً شريك بن عبد الله قاضى الكوفة وهو فى مجلس الحكم

    أتت أمرأة يوماً شريك بن عبد الله قاضى الكوفة وهو فى مجلس الحكم
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث


 

أتت أمرأة يوماً شريك بن عبد الله قاضى الكوفة وهو فى مجلس الحكم


 فقالت: أنا بالله ثم بالقاضى قال شريك : من ظلمك ؟ قالت : الأمير موسى بن عيسى ابن عم امير المؤمنين. كان لى بستان على شاطئ الفرات فيه نخل ورثته عن أبى وقاسمت أخوتى وبنيت بينى وبينهم حائطا وجعلت فيه رجلاً فارسيا يحفظ النخل ويقوم به . 


فاشترى موسي بن عيسى من جميع أخوتى ساومنى ورغبنى في بيعه فلم أبعه ..فلما كانت هذة الليلة بعث خمسمائة غلام وفاعل فا قتلعوا الحائط وأصبحت لا أعرف من نخلى شيئاً. اختلط بنخل أخوتى. فقال شريك لحاجبه : ياغلام أحضر ورقه ثم ختمها بخاتمه وقال لها: أمضى على بابه بالختم حتى يحضر معك . فجاءت المرأة بالورقة المختومة فطرقت باب الأمير فأخذها الحاجب منها ودخل بها على موسى بن عيسى وقال له : قد اعدى القاضي عليك وهذا ختمه فقال ادع لى صاحب الشرطة فدعا به فقال له : أمضى الى شريك وقل : ياسبحان الله!! مارأيت أعجب من أمرك أمرأة أدعت دعوى لم تصح اعديتها على ؟!


 فقال صاحب الشرطة: أن رأى الأمير ان يعفينى من ذلك ؟ فقال الأمير : أمضى ويلك!! فخرج صاحب الشرطةوقال لغلمانه : اذهبوا وأدخلوا إلى حبس القاضى بساطا وفراشا وماتدعو الحاجة اليه في السجن ، ثم مضى إلى شريك فلما وقف بين يديه أدى الرسالة ، فقال القاضي لغلام الحبس: خذ بيديه فضعه فى الحبس فقال صاحب الشرطة: والله قد علمت أنك تحبسنى فقدمت ما أحتاج اليه في السجن . وبلغ موسي بن عيسى الخبر فوجه الحاجب إلي شريك وقال له: رسول أدى رساله اى شئ عليه؟! فقال شريك : أذهبوا به إلى رفيقه فى الحبس .فحبس . فلما صلى الأمير موسي العصر بعث إلى أسحاق بن الصباح وإلى جماعة من فقهاء الكوفةمن اصدقاء القاضى شريك وقال لهم : امضوا إلى القاضى وابلغوه السلام واعلموه أنه استخف به وأنى لست كالعامه. فمضوا الى القاضى وهو جالس في مسجده فابلغوه الرسالة ،فلما انقضى كلامهم قال لهم : مالى اراكم جئتمونى فى ظلمة وغشمة من الناس فكلمتمونى، ثم التفت حوله ونادى : 


من هاهنامن فتيان الحى؟ فأجابه جماعة من الفتيان فقال لهم : ليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من هؤلاء فيذهب به إلى الحبس ،ثم وجه الكلام إلى وجوه الكوفة وهم يسحبون إلى الحبس فقال : ما أنتم إلا فتنه وجزاؤكم الحبس . فقالوا : اجاد انت؟!!قال : حقا حتى لاتعودوا برسالة ظالم فحبسهم جميعاً . وعلم موسى بن عيسى فركب في الليل إلى باب السجن وفتح الباب وأخرجهم كلهم. فلما كان الغد وجلس شريك للقضاء جاءه السجان فأخبره ، فقال لغلامه :


 أذهب إلى منزلى وألحق بثقلى إلى بغداد ، والله ماطلبنا هذا الأمرمنهم ولكن أكرهنا عليه . ولقد ضمنوا لنا فيه الأعزاز اذ تقلدناه لهم . ومضى نحو قنطرة الكوفة فى الطريق إلى بغداد. وبلغ الخبر موسى بن عيسى فركب في موكبه ولحقه وجعل يناشده الله ويقول : يا أبا عبد الله تثبت انظر إخوانك تحبسهم !! دع أعوانى قال شريك : نعم لأنهم مشوا لك فى أمر لم يجز لهم المشى فيه. ولست ببارح او يردوا جميعاً إلى الحبس وإلا مضيت إلى أمير المؤمنين المهدى فأستعفيه مما قلدنى. فأمر موسى بن عيسى بردهم جميعاً إلى الحبس . فقال شريك لأعوانه: خذوا بلجام دابة الأمير بين يدى إلى مجلس الحكم . فمروا بين يديه حتى أدخل المجلس وجلس في مجلس القضاء وجاءت المرأءة المتظلمة وقال لها : هذا خصمك قد حضر فقال موسى وهو إلى جانب المتظلمة: قبل كل أمر أنا قد حضرت أولئك يخرجون من الحبس . فقال شريك : أما الأن فنعم أخرجوهم من الحبس . وقال شريك للأمير : ماذا تقول فيما تدعيه هذة المرأة ؟


 وأجاب موسي صدقت . قال شريك : ترد ما أخذت منها وتبنى حائطا سريعا كما كان . قال موسى : أفعل ذلك كله . واتجه شريك نحو المرأة وقال : ابقى لك عليه دعوى ؟ قالت: لا ، وبارك الله عليك وجزاك خيرا .فأمر شريك المرأة بالأنصراف فانصرفت. فلما فرغ قام وأخذ بيد موسى بن عيسى واجلسه فى مجلسه وقال : السلام عليك ايها الأمير اتأمرنى بشئ؟ قال الامير: أى شئ آخر بعد ذلك ؟!! وضحك الأمير . فقال شريك : أيها الاميرذلك الفعل حق الشرع وهذا القول الآن حق الأدب . فقام الاميروهو يقول : " من عظم أمر الله أذل الله له عظماء خلقه" .

تعليقات

عدد التعليقات : 0