حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
ألجزء الثاني
لم تكف الساحرة عن اغرائها ولم تغلق زينب الباب في وجه اغرئها وفتنتها ومن تعرض للفتنة سقط فيها....
سقطت زينب بدون خداع وبدون زوجها وعادت تضع السحر مع الموتى إلى الأبد وتمر السنوات ويكبر اولادها من ذلك المال الحرام الذي تأخذه من الساحرة.
وأصبحت تخشى وقت عودتها للمنزل فهي كلما عادت للمنزل يفزعها شئ ما لا تحبه ولا ترضاه كذلك اليوم عادت فسمعت صوت بكاء ابنتها وهى على باب الشقة فدلفت لشقة الجديدة التي اشتراتها العام الماضي، كانت ابنتها تبكي بحرقة وعندما سألتها حكت لها أن ابنة خالتها نقلت للمستشفى من كثرة النزيف الذي لا يتوقف وان حالات الصرع لديها تزيد .
ذهبت زينب مع ابنتها للمستشفى وفزعت من رؤية نانسي الجميلة وهى كالشبح من الصرع والممرضات يحاولن السيطرة عليها بدون جدوى وهى تيهيج ولا تتوقف إلا بعد حقنها بمهدئات لا حصر لها رغما عنها .
لن يفلح الأطباء في علاجها وتركت زينب المنزل وذهبت لمنزل شقيقتها تقضي معها بعض الوقت وتساعدها في العناية ب نانسي بعد خروجها من المستشفى ومعها الصرع لأن الأطباء يأسوا من علاجها .
ظلت معها لثلاثة شهور وإلى متى ستبقى؟ ف نانسي لن تعود كما كانت وسيتمر معها الصرع والنزيف إلى الأبد فعادت للمنزل وكان في انتظارها المفاجأة الغير سارة التي تخاف منها، ابنها المهندس ترك عمله وضرب بها وبنصائها عرض الحائط واختار أن يكون عاطل وتحول بعد قليل لنسخة من والده .
الحسد لقد حسدني الناس على ما أنا فيه وحسدوا ابني المهندس وابنتي الجميلة فطلقها زوجها وألقى بها هى واولادها خارج منزله كمن غضب على قطته فألقاها في الشارع واغلق الباب خلفه بدون رحمة ولا شفقة .
بلغت زينب الآن الستين من عمرها وهى تغسل الموتى وتضع السحر ...
ذهبت مع صديقتها لزيارة أحد أقاربها، كانت صديقتها قد حكت لها قصة تلك الفتاة فتمنت زينب لو تقابلها وتتعرف عليها، اسمها مريم فتاة في الثامنة والأربعين من عمرها جميلة ومهذبة ومعلمة فاضلة وهى غير متزوجة فتعجبت زينب كونها غير متزوجة وسألتها على خجل عن سبب عدم زواجها حتى الأن فردت وهى تخفي بعض الحزن: أحدهم سحر لي سحر سفلي ولم استطيع أبطاله ابدا وأغلب من ذهبنا إليهم ليبطلوا العمل اكتشفنا فيما بعد أنهم دجالين .
ولا يبطلوه واحدهم قال لي: الحل الوحيد لإبطال هذا السر هو ان تعثري عليه أو يعثر عليه أحدهم بالصدفة فيبطل أما غير ذلك فلا تصدقي أن أحد سيستطيع أن يبطله، أنه سحر قوي ويجدد نفسه بإستمرار.
صمتت وهى تخفي دمعتها وواصلت حديثها: يتقدم لي العريس ويكون في غاية السعادة لموافقتي عليه وما يلبث أن يحدث شئ ما وتفسخ الخطوبة حدث هذا عدة مرات حتى أيقنت أنه لن تتم خطوبتي ولن اتزوج فأصبحت اعتذر للعرسان من البداية لإريح قلبي من عذاب التعلق ثم الفسخ، هذا افضل الحمد لله على كل شئ وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن قام بهذا السحر.
شعرت زينب وهى جالسة بأن هذه الدعوة إصابتها، ولم لا وهى من تضع السحر ربما وضعت بيدها سحر هذه الفتاة....
همست إلى صديقتها سرا وطلبت منها شئ ما ووقفت خارج الشقة بعد أن غادرتها بعد الجلسة وخرجت صديقتها خلفتها وهى تهمس: سرقت لك أحد طرحها بدون أن تدري لأنها لو علمت أنك تريدها من أهل فك السحر فسوف تصرخ في وجهي فلقد سئمت من محاولات فك السحر الفاشلة .
أخذت زينب الطرحة ولأول مرة في حياتها ذهبت هى إلى الساحرة في منزلها، دلفت للمنزل بعد أن فتحت لها الساحرة وهى تحدق بها بريبة، نظرت زينب للمنزل كم هو غريب وتفوح منه رائحة نتنة لم تميزها ولكنها نتنة للغاية....
اتجهت الساحرة للمطبخ وهى تقول: تشربي ايه؟
_اي شئ ...
هى لا ترغب في شرب أي شئ بل ترغب في تفحص هذا المنزل الغريب، زجاجات يبدو أنها زجاجات خمر! دهن ما ورائحته سيئة، صور لبنات وشباب موضوعه في حوض من الزجاج وعارقة في سائل مائل للون الاحمر وعلى الصور علامات غريبة مكتوبة باللون الاسود ومختلفة لكل صورة علامة غير الثانية.
بلعت زينب ريقها وهى تنظر لصورة فتاة صغيرة بريئة موضوعة بجانب عظمة غريبة وعلى العظمة كتبت اشياء لم تفهمها، العشرات من الاوراق مليئة برسومات ونقوش غريبة ومصفوفة وبجانبها قطع القماش بالطبع لوضع تلك الأوراق في هذه الأقمشة وخياطتها لتكون العمل، اتفضلي الشاي؟
صوت سمعته فجأة و افزعها فنظرت فوجدتها الساحرة تحمل الشاي وتحدق بها بنظرة مخيفة فقالت زينب وهى تتلعثم في الحديث: جئت إليك في رجاء ولا ترديني .
وأخرجت الطرحة من حقيبتها وقالت: صاحبة هذه الطرحة أحدهم سحر لها سحر سفلي قوي ولن تستطيع فكه ولكن انت بالتأكيد تستطيعين فكه أو معرفه مكان السحر فنبطله .
ضحكت الساحرة بسخرية وقالت: اسمعوا من يتحدث ؟!
فقالت زينب: ارجوك بلا سخرية هل ستساعديني ام لا ؟
جذبت الساحرة الطرحة من يدها بعنف واغمضت عيونها وظلت تتمتم ببعض الكلمات الغامضة وهى مغلقه العينين وفتحتها فجأة وألقتها في وجهها وهى تقول: لا حاجة لك بمعرفة أي شئ عن هذه الفتاة ....
حملقت بها زينب وقالت: أعلم علم اليقين انك تسطيعين أبطاله فإذا لم تبطلي السحر لن اعمل معكي مجددا.
فضحكت الساحرة بتهكم فواصلت زينب قائلة: أنا جادة في حديثي .
لم تخبرها زينب أنها نوت بالفعل ألا تعمل معها مجددا ولكن المشعوذة قرأت ذلك في عيونها فقالت: ليس للشيطان من توبة فلا تفكري في ذلك .
ونظرت للطرحة التي ألقتها بعيدا وقالت: وإذهبي فإبحثي في المقابر وجثث الموتى عن السحر الذي سحر لهذه الفتاة لأنك من وضعتيه في يوم من الايام بيدك ....
صدمت زينب مما سمعت لأن شكها كان حقيقي ...
رجت الساحرة بأن تبطل السحر فأخبرتها بنفس ما أخبرتها به الفتاة: الحل الوحيد أن تعثري على السحر فيبطل وينتهي أثره.
واردفت الساحرة وهى تضحك بسخرية ومكر لاذع قائلة: وان عثرتي على السحر وابطلته فمتى سيتزوج تلك الفتاة ومتى ستنجب وهى على مشارف الخمسين من عمرها؟
نهضت زينب وقدميها لا تحملها من الحزن وغادرت إلى منزلها وظلت تحاول الصلاة فلا تستطيع وتدعوا فتشعر أن دعوتها لا ترتفع فوق راسها وتقول: لن افعل ذلك مهما حدث، لن أفعله .
وقلبها من الداخل لا يشعر بكلماتها حتى نامت فرأت نفسها في مكان مهجور خالي وهى تمسك بدقيق اسود وتقوم بنثره على الأرض في كل مكان وهى تسير وتسير وتنثر وتنثر الدقيق الاسود، واصلت السير إلى نهاية المكان وجلست تستريح فنظرت خلفها فوجدت الأرض قد تشققت ونبت ذلك الدقيق الاسود عقارب وثعابين وحيات وزواحف لا حصر لها والأرض ممتلئة عن آخرها بالاشواك .
نظرت بفزع فسمعت صوت يقول لها: هيا عودي فإجمعي الدقيق الاسود الذي قومتي بنثره بعد أن نبت .
نهضت وهى ترتعش ووضعت قدمها فصرخت ونظرت إلى الأرض، قدمها حافية فإنغرست شوكة بها وإلتف ثعبان على ساقها وهو يزحف عليها إلى الأعلى وعيونه حمراء تشتعل منها النيران .
فصرخت وسقطت من على السرير وارتطمت بالأرض وهى مفزوعة بعد أن استيقظت من الكابوس و أدركت مغزى الحلم .
سارت في الحياة وهى بائسة لا تعرف ماذا تفعل ووسط إحباطها جلست في حديقة الحي تريد أن تستنشق بعض الهواء فقد ضاق صدرها فسمعت النساء تتهامس عليها فإنتبهت.
فوجدت واحدة منهن هى جارتها التي تسكن بجانب شقتها تتحدث للنساء وتحاول أن تخفض صوتها وتقول: هذه المغسلة تضع السحر مع الميت وقد وضعت سحر لشاب بألا يتزوج وسحر لشاب أخر بأن يهجر زوجته ويطلقها واكتشفت والدة الشاب هذا السحر فأقسمت على الانتقام فذهبت للدجالة وسحرت لإبنها بترك العمل ولجوز بنتها بتطليق ابنتها ولإبنها الثالث بأن يهج ويترك المنزل والمضحك في كل ذلك أنها قامت بهذا العمل عند الساحرة التي تعمل معها المغسلة وهذه المغسلة وضعت السحر بيدها لأولادها دون أن تدري ....
فردت أحد النساء: اعوذ بالله اعوذ بالله ولكن اولادها لا ذنب لهم في ذنوب والدتهم .
فردت امرأة أخرى: لقد شربت من نفس الكأس الذي سقطت منه الناس أنها تستحق ما حدث .
فنظرت لهم زينب بفزع وهاجت عليهن وهى تركض في اتجاههم فجزعت النساء وهربن وهن يصرخن فإستمرت زينب في هيجانها إلى بيت الدجالة فدفعته بعنف فإنفتح أمامها وهى كالمجذوبة الثائرة، رأتها الدجالة فإرتعشت من رؤيتها فصرخت بها زينب: ايتها الخائنة سحراتي لأولادي وجعلتني اضع السحر مع الموتى بيدي؟
فردت المشعوذة وهى تحاول الابتعاد من أمامها: من اخبرك بذلك كاذب فكيف علم أنني فعلت ذلك؟
صرخت بها وهى تتقدم نحوها وتحاول أن تمسك بها لتخنقها: فعلت ذلك واعترفتي به الأن ايتها الخائنة .
واحكمت يديها حول رقبتها لتخنقها فمدت المشعوذة يدها وتناولت عظمة كبيرة بالقرب منها وضربتها على رأسها بعنف ، فإنفجرت الدماء من راسها وترنحت وهى تضع يدها تحاول أن تمسك رأسها لك لا تقع، فدفعتها الدجالة بعنف لتهرب فسقطت زينب على الأرض ولكنها أمسكت بقدم المشعوذة فتعثرت المشعوذة وسقطت على الأرض واصتدمت رأسها بقدم المنضدة ففقدت بعض وعيها .
فنهضت زينب وسارت حتى وصلت إلى رأسها فضربتها بقدمها ثم أنكبت عليها تخنقها بإنتقام وهى تحدق بها وبعيونها وتقول: من أجل اولادي ايتها الخائنة المجرمة ..
لفظت المشعوذة أخر نفس لها وتوفيت بين يدي زينب فنهضت زينب وهى تنظر لها بشماتة ودفعت ما فوق المنضدة بيدها فسقط حوض كبير كان به صور لبنات وشباب وانكب فوق الساحرة وتبعثرت الصور حولها، وظلت زينب تضرب كل ما يقابلها في وجهها وفي النهاية ذهبت للمطبخ وسحبت طرف طرحتها وفتحت أنبوبة الغاز عن آخرها وفتحت عين من عيون البوتاجاز بدون أن تشعلها لتسرب الغاز .
وهى على باب المنزل أشعلت الولاعة وألقتها به وتركت المنزل وهى تخفي وجهها على الرغم من أن منزل الدجالة معزول عن الناس، فهو بين الخرائب ....
إلتقط الغاز بعد تسربه بكثرة من الولاعة واشتعلت النيران في المنزل حتى احرقته عن بكرة أبيه فسقط حتى السقف المصنوع من الخشب فوق جثة الدجالة المتفحم وعندما وصلت المطافئ لم يكن المنزل إلا كومة من الرماد وأعتقد الجميع أن المشعوذة ماتت بسبب الحريق ولم يبحث أحد خلفها ولم يهتم أحد بالبحث حول الحريق.
نجت زينب بإنتقامها ولكن كيف ستنجو من ذنب الناس البريئة؟
باعت كل ذهبها وسافرت لتحج لتغسل ذنوبها وارتدت ملابس الإحرام البيضاء وخرجت مع الناس من الفندق وهبطت من السيارة ورأت الحجاج يتوجهون في اتجاه واحد وهى لا ترى في نهاية الطريق السائرين فيه اي شئ، وبعدها تابع الناس سيرهم كمن يسير في طريق مظلم إلى ضوء الشمس .
لم ترى أي شئ بل سمعت أصوات تكبير الناس، الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله ...
فنظرت للامام فلم ترى شئ فسألت أحدهم وهو يمر: أين الكعبة؟
فرمقها الرجل بنظرة غريبة وقال: أنها امامك مباشرة في نهاية الشارع ألا ترينها؟ هل نظرك ضعيف؟!
فركت عيونها وسارت وهى ترد على الرجل: لا ليس نظري ضعيف بل غريبة، شكرا لك.
وظلت تسير وتسير ولم ترى الكعبة بل ترى حجاج وتسمع تكبيرات ولا ترى الكعبة .....
ذهبت لطبيب ففحص عيونها واخبارها أنها بخير وان نظرها سليم.
وفي كل يوم تذهب مع الحجاج ويتكرر نفس الأمر حتى انتهى موسم الحج فأخذت تضرب نفسها وهى في غرفتها بالفندق وتبكي بحرقة، أنها علامة على عدم قبول توبتها. فقررت العودة في العام التالي ورأت كل العيون الكعبة إلا عيونها فعادت في العام الثالث ليحدث معها ما حدث في العامين السابقين ولم ترى الكعبة المكرمة.
وهذه ملخص قصة لسيدة اتصلت بأحد الشيوخ تشتكي له انها ذهبت للحج ثلاث مرات وعندما تصل لا ترى الكعبة فإستعاذ الشيخ بالله وسألها ماذا كنت تفعلين في حياتك من ذنوب؟
فأخبرته أنها مغسلة للموتى وتضع مع الموتى السحر.....
لا اعلم ما الذي حدث معها بعد ذلك ....
وأما عن باقي احداث القصة فهى في الأصل قصص من الواقع في الحقيقة كالفتاة التي أصيبت بالصرع هى ملخص لقصة حقيقية لفتاة أصيبت بالصرع والنزيف وبعد سنوات طويلة اكتشفوا أن كل ذلك كان سحر، والتي لم تتزوج بسبب السحر هذه واحده من عشرات القصص لبعض البنات وغيرها من قصص لناس حقيقيين وحتى زوجها الذي توفي في الحمام أنها واحدة من عشرات الحالات التي مات بها المدمنين في الحمام أو أماكن مهجورة وهم يتعاطون المخدرات.
فحاولت جمعهم في قصة واحدة لتكون عبرة وعظة واسأل الله أن يبعد عنا الذنوب التي قد تصل بنا إلى رفض التوبة والسحر واعوذ بالله من الكبائر بل من الشرك والكفر بالله .
النهاية