حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
الزوجة الرائعة.. وفن حل المشكلات!!!
تقدم لي شاب حسن السمعة وطيب الذكر ومن عائلة محترمة وميسور الحال، فكدت أطير من الفرح ووافقت على الفور، فأبي يعرف عائلته تمام المعرفة وكذلك أمي.
وسرعان ما أتممنا مراسم الزواج وكانت السعادة لا تفارقنا إلا مما يمر به كل الأزواج من تقلبات نفسية ومشاكل بسيطة سريعا ما تنتهي، فقد كان متدينا وذا خلق راق وكثيرا ما يلجأ إليه معارفه لمعاونتهم في حل ما يمر بهم من مشكلات.
ومرت الأيام ورزقنا المولى عز وجل بثلاثة من الأبناء وكانوا قرة عين لي، وكنت أهتم بهم كثيرا وأسعى أن يصبحوا من الأوائل في كل شيء؛ الدراسة والأخلاق والصحة.
وعندما كان زوجي يعمل بحجرة مكتبه بالمنزل لوقت متأخر، كنت أسهر معه في بداية الزواج وأعاونه، لكن في الأيام الأخيرة ونظرا لإرهاقي في أعمال المنزل والاهتمام بالأولاد صرت أتركه وأذهب للنوم مبكرا.
وفي يوم الكارثة..
استيقظت من النوم عندما شعرت بالعطش، فذهبت لإحضار كوب من الماء فوجدت حجرة المكتب مفتوحة قليلا، فقلت لأجلس معه إذ أننا لم نجلس بمفردنا منذ مدة ليست باليسيرة.
وعندما دخلت لم يشعر بي، فقد كان منهمكا في مشاهدة شيء ما على اللاب توب وعندما نظرت كانت الكارثة الكبرى! و كدت أسقط من هول ما رأيت من مشاهد غير لائقة إباحية، والتفت إلي ثم نكس رأسه الي الأرض و لم يتفوه بكلمة، فتركت له الحجرة وقدماي لا تستطيعان حملي من هول الأمر، وذهبت إلى حجرة النوم بعد أن أظلمت الدنيا في وجهي، وأخذت أفكر فيما حدث: أيعقل هذا؟! زوجي المتدين التقي الخلوق والقدوة بين كل معارفة يسقط في مستنقع الرذيلة ولا يراعي حراما أو حلالا ويتجرأ على حدود الله ويجعل الله أهون الناظرين إليه؟!!
فكم من مرات كان يغلق عليه باب حجرة المكتب، علمت الآن لماذا! يا له من شيطان!
ودارت في رأسي أفكار كثيرة، فماذا أصنع وكيف أتصرف؟ وتملكني الشيطان بأن أنفجر فيه وأخرج ما بي من ضيق ووجع.
هل أخبر أباه بما حدث؟ فهو يستحق الفضيحة. كيف يخونني هكذا؛ يترك الحلال ويذهب إلى الحرام!!
أم هل أخبر أهلي؟
هل أجمع أشيائي وأذهب بأولادي إلى بيت والدي؟ فكيف أنظر إليه مرة أخرى وكيف آمن على أولادي مع من لا يراعي لله حراما أو حلالا؟ وماذا لو رأى الأولاد هذا الفحش والفجور؟
وجلست علي حافة السرير ومرت لحظات وكأنها الدهر بدا لي خلالها منظر إنهيار كل شيء أمام عيني واضحا جليا.. الطلاق! تشرد الأولاد بين الأم والأب، الفضائح له ولي وللأولاد عندما ينتشر الخبر!
فأخذت أستغفر الله وأسبحه وأدعو: يارب كن معي ولا تتركني فريسة لوساوس الشيطان.
وإذا بلحظات من السكينة تكتنفني، وحالة من الهدوء تنتابني، وإذا بالعقل يتحدث لي:
أليس كل بني آدم خطاء؟!
أليس هو زوجك وأبو أولادك؟ وكم من أيام كان يكد ويتعب من أجل إسعادكم؟!
ما فعله حرام ولا مبرر له ولكن من الممكن أن تكوني أنت السبب بإهمالك له في الأيام الأخيرة أو بانشغالك بالأولاد عنه، ونسيت أنه رجل وله رغباته وكثيرا ما يتعامل مع النساء بحكم عمله أو مكانته بين عائلته، وقد يمنعه حياؤه من الإلحاح عليك في أمر حساس مثل هذا خاصة أنه يراك مرهقة من رعاية الأولاد وأعمال المنزل؛ فلا يريد أن يشق عليك ولو على حساب نفسه.
ثم إن سهولة الحرام والوصول إليه جعله يفعل ذلك في لحظة ضعف، وقد تكون مرة أو مرات قليلة، فهل تتركينه فريسة للشيطان ولمواقع السوء؟!
وهل أنت لا تخطئين؟! فلك أخطاء وقد تكون في حقه وتعلمين أنه قد تحملها ولم يجرحك بكلمة. وهل فكرت ماذا بعد خراب البيت وإنهياره؟ كيف تعيشين أنت والأولاد؟
فبدأ العقل يتغلب على العاطفة..
وبدأت أضع نفسي مكانه..
إنه الآن في انكسار يفكر في صورته وصورة تدينه أمام أولاده وأمام الأهل والمعارف إن انتشر الخبر، يفكر في خسارته لبيته وزوجته وأولاده،
وماذا يتمنى؟ يتمنى أن يعود الزمن وكأن شيئا لم يحدث.
وتذكرت أن من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة فكيف بزوجك.
عندها بدا تفكيري متزنا قليلا، فأغلقت غرفة النوم وتزينت كأجمل ما تتزين المرأة لزوجها وأظهرت ما أستطيع من مفاتني،
وأحسست بلحظة رضا عن زوجي وعن نفسي، وأنني أستطيع تجاوز هذا الأمر فابتسمت، وتوجهت إلى حجرة المكتب ووجدته لم يتحرك من مكانه ونظره إلى الأرض، فاقتربت منه وأخذت بيده وبصوت فيه من الرقة والحنان ما فيه قلت له: حبيبي أنظر إلي! فنطر وبعينيه دموع حبيسة ودهشة من تصرفي الذي لم يتوقعه أبدا.
فقلت هل أنا أجمل أم ما تشاهده من النساء في هذه الأفلام؟ أنظر إلي فأنا حلال لك وأنا أحبك يا أعز الناس مهما فعلت!
عندها انهمرت دموعه وقال بصوت خافت: لا أصدق! أنت رائعة، والله لن أنسى لك هذا الصنيع ما عشت.
وأنت حبيبتي وقرة عيني، وأقسم لك أنها لحظة ضعف ولن تتكرر، وأدعو الله أن يغفر لي ويسامحني.
ولكن حبيبتي أين كان هذا الجمال؟!
أنت أجمل منك!
فضحكنا ومرت هذه الكارثة وهذا الكابوس،
وكانت من أجمل الليالي فكانت توبة صادقة منه، والحمد لله الذي أنقذني وبيتي من الانهيار
و من يومها ونحن نحمد الله ونشكره ونسأله سبحانه وتعالي أن يتم علينا ستره في الدنيا والآخرة .