#العروس_المظلومة_الجزء_الثاني والأخير

  #العروس_المظلومة_الجزء_الثاني والأخير
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث



 #العروس_المظلومة_الجزء_الثاني والأخير


خيم الحزن على الأسرة التي كانت تنتظر الفرح مع قدوم المولودة ، أما أنا فلم أحزن ولم أفرح فلم يعد يعنيني ما يحدث حولي ، وكأنني كنت أعيش في عالم وحدي عالم عابس لا يعرف الابتسامة ، وبينما أنا في غرفتي دخلت عليّ والدة زوجي ووضعت بين يدي الطفلة الصغيرة ، فحاولت إعادتها لها ولكن قالت لي أنها طفلة يتيمة ولم يعد لها أحد سواكِ ، وأنا لا أرغب أن تكون بيني وبين جدتها .


تعللت بدراستي فطلبت مني تأجيلها قليلًا حتى يشتد عود الفتاة ، وبعدها ستحقق لي كل ما أريد وتتكفل بأي مصاريف للدراسة ، لم أعرف حينها ماذا أفعل كيف سأعطيها الحب وأنا لا أملك سوى الكره لأبيها وأمها الراحلة ، نظرت إلى الفتاة الرضيعة فابتسمت وضحكت لي ، حينها قذف الله حبها في قلبي وشعرت أن العالم بأسره يضحك لي ، احتضنتها وقررت رعايتها واعتبرتها ابنتي .


حتى أنني أنا من اختار اسمها ، سميتها جنا فأبوها حتى رفض أن يراها وقال هي من تسببت في موت حبيبتي أنا لا أريدها ، لعل كرهه لها هو ما جعلني أحبها ، لقد أخذتني هذه الصغيرة من كل العالم حتى دراستي ، أحببتها أكثر من أي شيء وأحبتني لقد شعرت بهذا ، أما فارس فقد أغلق على نفسه في منزل والده ، لم يعد يذهب للعمل وكلما حاول أحد محادثته كان ينهره ، ويصرخ فيه.

حتى والدته حينما دخلت عليه كي تنصحه طردها من الغرفة ، فوبخته وقالت له إياك أن تطردني من أي مكان ببيتي ، عد إلى منزلك الآن ولا تبقى هنا ، تعجبت حينها من تصرف والدة زوجي الحنونة ، ولكني لم أتدخل رغم أنني اعتدت الوحدة ، وقد شكل وجود فارس في المنزل عبئًا على قلبي رغم أني كنت مشفقة عليه ، رغم ما فعله بي ، خلال الأيام الأولى لم يدر بيننا أي كلام ، كنت فقط أضع له الطعام ولا يتناوله فأذهب بعد فترة وأخذه .


ولكن في الأسبوع الثاني حينما وضعت له الطعام تناوله ، وكنت ألاحظ أنه يختلس النظر أحيانًا إلى جنا الصغيرة ، وتظاهرت أنني لا أراه وبعدها بدأ ينزل إلى أسرته ويذهب إلى العمل ، وذات مرة قالت لي والدة زوجي وهي تحتضنني كنت أعلم أنك ستخرجينه من حزنه شكرا لك ، لم أفهم حينها فقد كنت لا أتحدث معه تقريبًا .


بعدها كنت أجلس في يومٍ مع جنا وأداعبها ، فجاء وجلس معنا وفوجئت به يحدثني ويقول : لقد سمعتك تناديها بجنا أهذا اسمها ، فتلعثمت في ردي وأنا أقول له نعم ، بدأ مرة تلوى الأخرى يجلس معنا ويتناول الطعام ويتحدث ، كنت من داخلي فرحة، لكن كلما تذكرت انه تزوجني لينتقم من أخرى أتذكر كرهي له ، وفي مرة من المرات دخلت إلى غرفتي كي أنام ، فجاء خلفي ونام على نفس التخت !


فانتفضت من نومي وأخذت الصغيرة لغرفة أخرى ، ولكنه أيضًا تبعني فقلت له انا لم أعتد النوم مع أحد غريب ، فقال باستغراب ولكني زوجك ولست غريب ، فقلت له فقط زوج على الورق وأسمعته كل الكلام الذي كان يعتصر قلبي ويحتبس في نفسي لأكثر من عام ، ثم تركته وذهبت لغرفتي وشعرت حينها أني أغلقت آخر باب للأمل بيننا ، وفي الصباح شعرت به يخرج للعمل وعندما عاد تعامل معي وكأن شيىًا لم يكن .


كان يتحدث ويأكل معنا لا أخفي عليكم فرحت من داخلي فقد كنت بدأت أتعلق به ، ورأيت فيه وجهًا آخر لم أعرفه كان لين وحنون، احتضن جنا وتقرب منها وأحبها ، بدأت حياتي تتغير شعرت ببعض السعادة لكني لم أظهر ذلك ، وذات يوم هاتفتني علا أختي الصغرى وطلبت مني ملاقاتها على الفور في مطعم قريب ، انتابني القلق وخرجت مسرعة وجنا في يدي وهناك حينما دخلت وجدت البلالين تنزل من فوقي وعائلتي وعائلة فارس مجتمعين هناك .


وأخذوا يصفقون فور دخولي ، ذهلت ونظرت لعلا كي أفهم ما يحدث ، ولكني فوجئت بوالدة زوجي تحمل عني جنا وفارس يظهر من خلفها ويركع على ركبتيه وفي يده خاتم ، وقال لي بابتسامة عذبة : هل تتزوجيني ؟ حينها شعرت بفرحة عارمة وأخيرًا طرقت السعادة بابي وهجرني الحزن ، أخيرًا شعرت أنني على قيد الحياة ولست مجرد ركن مهمل في منزلي .


وافقت وفرح فارس وفرح الجميع بعد الزواج أكملت دراستي ، ولكني تأخرت في الإنجاب بسبب مشكلة في الرحم ، لم أكترث فقد كان لدي جنا ابنتي ، ولكن فارس كان يرغب في طفلٍ مني وبالفعل رزقني الله فأنا الآن حامل وأعيش في سعادة ورضا كبيرين ، فقد اكتشفت أن فارس زوج مخلص ومحب ، والغريب أني سامحته وعذرته في إخلاصه وحبه لريم حبيبته الأولى ، أما أنا فكنت ومازلت حبيبته الأخيرة .



تعليقات

عدد التعليقات : 0