حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
حتى أنها لم تكن ترسل لي صورها.. بالكاد رأيتها حين أرسلت لي صورتها مرة واحدة و بعد أن أجبرتني على أن أقسم لها عشرات المرات و أعدها بأن أمسحها بمجرد أن أراها ، و طبعا كنت عند وعدي فما إن رأيت الصورة حتى أخرجت منديلا ورقيا من جيبي و مسحتها جيدا ، أصلا شاشة الهاتف كانت متسخة..
سألتني حوالي أربعون مرة :
-"هل حقا مسحتها ؟"
و كنت أقسم أني فعلت ذلك و ضميري مرتاح ، قد أبدو لكم غشاشا لكني لست الوحيد الذي فعل ذلك فهي أيضا غشت في الصورة مستعملة بعض المؤثرات ، فأكيد هي لا تملك أذني أرنب و أنفا ورديا و بشرة بذلك الصفاء..مع ذلك كنت أتمنى أن تكون حقا بذلك الجمال.
إنه يوم اللقاء ، إتفقنا على مكان وسط العاصمة ، استيقظت يومها متأخرا كالعادة فأنا دائما لا ألتزم بمواعيدي ، رميت الفراش و اسرعت للحمام غسلت وجهي و ها أنا أغسل أسناني ، أمي ورائي تنظر إلي و تقول:
- "لم تغسل أسنانك منذ مدة إحذر إياك و التلاعب بالفتيات"
تبا كانت تكتشف أمري لأني أغسل أسناني في هذه المواعيد فقط و هي تحفظني..
="لا عليك يا أمي سألتقي بصديقي قدور فقط" ،
لبست أجمل ما في خزانتي و ها أنا أتعطر ، أمي مجددا
- "تأكدت الآن أنك ستلتقي بقدور فقط أيها اللعين" ،
قالت ذلك لأني أنا لم أتعطر منذ 2009 ، المهم إنطلقت بسرعة لأني كنت متأخرا ، صعدت الحافلة و قد كان القابض الغبي ينظر إلي متعجبا فأنا اليوم كلمته بلطف و لم أضرب زجاج النافدة بنقودي ، قلت له في نفسي هذه هدنة فقط أيها اللعين سأعود للحرب معكم..
ها أنا أصل للمكان المتفق عليه ، كنت أرتجف من الخوف ، خشيت على قلبي المسكين أن يصدم بشكلها دون مؤثرات..
فجأة تقف أمامي ، ما كل ذلك الجمال لقد أصبحت أسعد رجل في العالم ، إنها شقراء ذات أعين خضراء و كأنها ألمانية ، تقدمت إلي و قالت كلمات إنجليزية لم أفهم منها شيئا سوى "آسفة" بعدها خاب ظني حين أدركت أنها سائحة تسألني عن مكان ما ، تبا لم تكن هي! أخبرتها بالعربية أني لا أفهمها فلتفهم هي أو تذهب للجحيم..
بعد ثواني أتت فتاة إفريقية.. نظرت إلي بملامحها القوية و قالت :
- "ناولني خمسون دينارا هيا"
="لا أملك المال"
فجأة بدأت تطلب المال من المارة و تقول للفتيات :
"خمسون دينار و سوف أزوجك إياه"
يا إلهي إنها تتاجر بي حاولت طردها فلم ترغب بالرحيل حتى أخذت مني مئة دينار.. أتت من مالي لتأخد مالي!
شعرت بعدها بيد تدق ظهري ، ألتفت و قلبي يكاد ينال التقاعد ، نظرت لها كانت فتاة جميلة لا بأس بها و قلت :
=" هل تعلمين أنك أجمل و أنت طبيعية أفضل من تأثيرات التطبيقات"
-"المعذرة أنا صديقتها هي تشعر بالخجل تنتظرك تحت تلك الشجرة"
ها أنا أضيع وجه لوجه مرة أخرى ، ترى هل نلعب ضربات الجزاء ! هل يحاولون قتلي لما كل هذا التشويق !
وصلت إليها أخيرا ، نظرت إلي ، أوووف إسترحت كانت جميلة كما في الصور ، نجوت من سكتة قلبية ، تسكعنا معا و تبادلنا أطراف الحديث التعارفية ، قررت الإتصال بقدور ليشاركنا فسيتهمني بالخيانة العظمى و خيانة العشرة و الملح و الوطن.. إن علم أنها أحضرت صديقتها دون أن أبلغه ، خصوصا و أنه عصبي و يغضب بسرعة ، لحسن الحظ كان قريبا ، اتفقنا أن نلتقي في أحد محلات البيتزا المعروفة..
جلست مع الفتاتين في إحدى الطاولات ، إلتفتت رفيقتي بعفوية للوراء و فجأة صار وجهها شاحبا و لم تنطق بكلمة بعدها ، سألتها عما يجري لها فلم تقوى على الرد!
إلتفت لأرى ما الذي جمدها لتلك الدرجة لكني لم أرى شيئا غير طبيعيا! بل رأيت صديقي قدور يدخل و يتشاجر مع الناذل لأنه اصطدم به دون قصد..
ذهبت و أحضرته قبل أن يرتكب جريمة ، رحبت به و هدأته بصعوبة ، بعدها جلس معنا و عرفته على صديقتها ، و أنا لازلت أسأل رفيقتي عن سبب خوفها ، لتقاطعني صديقتها :
- "الشخص الذي يجلس في الطاولة التي خلفنا مع فتاة يكون أخوها لذلك هي خائفة "
="حسنا لا تخافي لن يراك لن نتحرك من هنا حتى يغادروا هم"
ثم قلت لقدور بأن يتأكد إن كان أخوها ينظر لطاولتنا ، فنظر قدور إليه لينصدم هو الآخر ، ثم بدأ يتعرق و وجهه يحمر شيئا فشيئا كأنه سينفجر!
نظرت لأرى ما رأى فوجدت أن الفتاة التي تجلس مع شقيق رفيقتي هي أخت قدور.
_لـ محمد رضا معمري
🐢🌻