حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
البريئة الجزء الأخيــــــر
....... مرت ثلاثة أيام وعمر يبحث عن تلك الشخص ويسأل عنه لكن لم يستطيع أن يصل إلى عنوانه وكان يلازم البيت ولم يخرج لعمله لخوفه على بحر وعلينا أن يأتي الشاب إلى هنا بغيابه
إلى أن علم عمر بالصدفة من جاره وصديقه الممرض بالطوارىء الذي اسعفني مع عمر الاسبوع الفائت عندما اتى لزيارة عمر اليوم عن حالة حرجة لشاب قدم من السفر من أيام بعد نزوله بالمطار نصب له كمين من قبل اصدقاء وشركاء له بتجارة
كانوا يريدون منه مبالغ مالية اوهموه برضاهم عنه ومسامحته وسينتظرونه بالمطار ليقوموا بواجبهم بدعوته للغداء اقتادوه لجهة مجهولة وقاموا بضربه كثيرا وعلى رأسه وتركوه نازفا ظنا منهم أنه توفى ولعدم سداد ما عليه
اصيب بالشلل وحالته حرجة جدا لكنه ذكر اسمائهم للشرطة البارحة بعد أن استعاد وعيه وتم توقيفهم بتهمة القتل
طلب عمر من صديقه أن يتصل بالمشفى فورا ليعرف اسمه فقد شك بالأمر ليتضح أنه نفس الشاب الهارب يركد بالعناية الفائقة وبمساعدة الممرض استطاع عمر زيارته والتحدث اليه بعد أن قال لصديقه ضرورة مقابلة هذا الشاب لإنه يريد منه شيء ضروري وانساني
وعندما ذهب إلى زيارته وجده في حالة خطيرة فاعتذر الشاب المصاب من عمر فورا على ما اقترفه بحقه وأنه نادم وكان ينوي حقا إيذاء عمر فحرمه الله من قوته
وهو بالكاد ينطق الأحرف وكان طلبه الوحيد من عمر أن يسامحه وأن يرى بحر قبل وفاته ولو للحظة وأنه خائفا أن يعلم هؤلاء أن لي بنت بعد خروجهم من السجن
الاصدقاء نفسهم الذين خذلوه وخانوه بفعلتهم فخيانة الأصدقاء سكين تصيب القلب فلا يبرأ
كانت آخر امنية له أن يرى بحر فقط
أخذ عمر بحر بعد أن جهزتها له وذهب بها لوالدها الذي ساءت حالته ويلتقط انفاسه الآخيرة فاضت عيناه بالبكاء عندما رأى جمالها وأنه ظلم والدتها وظلم عمر معه بتربيتها وفاته الكثير من ضحكتها
ندم الشاب الذي فارق الحياة بعد يومين من زيارة بحر له
وكان قد وصى عمر بها كأمانة برقبته حتى تكبر وتتزوج وأن لا يخبرها بأي شيء عن والدها السيء ومافعله وعن هذه الحقيقة المرة
الحمدلله تعويضات الله مدهشة فبعد كل هذا الصبر والظلم
عوضني الله برجل شريف رجل خلوق رجل صادق بكل ماتعنيه الكلمة وبالطفلة معه لقد كان معي أخيرا قلبا وقالبا وبكامل إرادته
وتزوجنا بعد ليلة رائعة حضر لها عمر بأحد الفنادق القريبة بزفاف سعادة أبدية جديدة بعيدة عن كل تعب العالم ومرارته لقد تداوينا معا من جروح الحياة بعد هذا الزواج
وعدنا لبيتنا الرائع بحديقته وأزهاره الفواحة وبوجود الجدة الحنونة معنا وبحر وبدأ عمر يعلمني الكتابة والقراءة وحياة رائعة وتفاصيل شيقة عشناها سويا
اصبح عمرُ بحر خمس سنوات ولم انجب له أولاد بدون سبب كان تأخيرا ربانيا لكننا لم نشعر بذلك لوجود الصغيرة إذ كانت أجمل ماحدث مع عمر ولي والتى كانت كبلسم لنا كل تلك الفترة التى لم انجب بها كانت كمواساة ربانية لنا لم نشعر بفراغ أبدا أو بترقب الإنجاب
احببتها كابنة لي ومنحتها الحب وعوضتها عن والدتها وعمر كذلك مثلي
رزقني الله بتوأم من الذكور بالسنة السادسة والحمد لله يشبهون عمر كثيرا وعوضني الله ببيت يعج بالأطفال وضحكاتهم وآباهم الرجل الأروع على الإطلاق معي
وكنا نزور بيت والدي كثيرا أنا وعمر والأطفال واقوم باعمال البيت لهما لأن زوجة والدي مرضت ولم تستطيع القيام بأي شيء وهي لم تنجب أبدا
حاولت أن اكون كابنة لها رغم مافعلته معي بصغري
وأخذت زوجة والدي تتعود على وجود أطفالي وبحر واحبتهم كثيرا وتغيرت معاملتها لي وكلامها تعاملهم وكأنهم احفادها واعتذرت لسوء معاملتها مرات كثيرة مني
كبرت بحر وأصبح عمرها عشر سنوات وعلمتها بالحسنة على طاعة الله والصلاة والدعاء لأمها والخوف من الله قبل كل ذلك لم أعيرها أبدا أو اذكرها بأمها بالسوء فقط اخبرناها انها توفت بولادتها بها
لقد تحولت حياتي من زفاف الندم تلك الى زفاف الحياة الأجمل إذ قال لي عمر بذلك اليوم الذي جمعنا جملة لن انساها ماحييت : أنتِ عوض ربي الذي جبر به جراح قلبي بعد كل هذا التعب ....... وعشنا حياة سعيدة....... النهاية
........... انتهت القصة بعد عشنا اسبوعين من الاحداث والوقائع عشنا معها بقلوبنا واستمتعنا بها والكثير من الناس من عاش نفس الاحداث
الحياة ستقتلك مرات ومرات لكن عندما نحاول بصبرنا وصمودنا أن نغلبها لا ندع أي شيء يقتل الأمل بداخلنا لانتسرع بالحكم على الناس من حولنا ولانظلمهم ونرضى بقضاء الله بخيره وشره حتى يرضينا الله بعطايا كرمه
لا نزرع كل دروبنا شوكا فقد تآتيننا يوما حافيين
نحذر عدونا مرة ونحذر أصدقائنا ألف مرة فلربما إنقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة
زوجات الآباء إن الأطفال نعمة من الله وملائكة على الأرض لاتعذبنهن ولا تحرمنهن من حنان الأمومة
رغم إنه يوجد زوجات آباء كالآمهات تماما وبكل مكان
من لم تستطع على تحمل مسؤولية تربيتهم بالحسنة
لا تقبل بالزواج برجل لديه أطفال من البداية لإن الدنيا تدور!
(فأما اليتيم فلا تقهر) فقد يكون هذا اليتم سبب ليدخلك الله الجنة أو يعوضك بالدنيا ربما بسببه فلاتبخلي بحنانكي لاتحرمي وجهك عن الجنة ومن عوض الله لك
(وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا )
أتمنى ان تكونو قد نالت هاذه القصة اعجابكم واخذتم منها العبرة..... نلتقي على خير في قصة جديدة ان شاء الله