حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة البيت المهجور
في إحدى القرى الصغيرة التي كانت تقع على أطراف الجبال، كان هناك بيت قديم مهجور. كان هذا البيت معروفًا بين أهل القرية، وكانوا يتجنبون الاقتراب منه. كان منزلاً مهيبًا، تتدلى منه أبواب ونوافذ قديمة، جدرانه تغطيها طبقات سميكة من الطحلب، وسقف المنزل يوشك على السقوط في أي لحظة. يحيط به سياج مهدم، وجنبه حديقة مهملة مليئة بالأشجار البرية التي لا أحد يهتم برعايتها.
كان هذا المنزل ملكًا لعائلة ثرية كانت قد سكنت فيه لسنوات عديدة. ولكن في يوم من الأيام، اختفت العائلة بشكل غريب، ولم يعد أحد يعرف ماذا حدث لهم. منذ ذلك الوقت، أصبح المنزل مهجورًا، وتحول إلى موضوع حديث في القرية. الناس كانوا يتحدثون عن أصوات غريبة تأتي من داخله في الليل، وعن أضواء تظهر في النوافذ، وكأن البيت ما زال يعيش.
وفي أحد الأيام، قرر "عادل" وهو شاب مغامر من القرية أن يستكشف هذا البيت المريب. كان يسمع عن البيت المهجور منذ أن كان طفلًا، وكان دائمًا ما يتساءل عن الأسباب التي جعلت الجميع يبتعدون عنه. قرر أن يكشف السر، فجهز نفسه ببعض الأدوات وأخذ معه مصباحًا يدويًا، وذهب إلى البيت في وقت متأخر من الليل.
عندما وصل عادل إلى باب المنزل، شعر بشيء غريب يتسرب إلى قلبه. كانت الرياح تعصف بالأشجار حوله، والظلام يلف المكان. دفع الباب برفق، وإذا به يفتح بصوت صرير مزعج. دخل عادل، وأضاء مصباحه، ليكشف عن مكان مليء بالغبار والخيوط العنكبوتية. كانت الغرف فارغة إلا من بعض الأثاث المهدم والمتهالك.
بينما كان يتجول في أرجاء المنزل، سمع فجأة صوت همسات تأتي من الطابق العلوي. توقف عادل عن التنفس للحظة، مترددًا في ما إذا كان سيصعد أم لا. لكنه كان فضولياً للغاية، فصعد السلم الخشبي القديم بحذر. مع كل خطوة كان السلم يصدر صوتًا غريبًا، وكأن المنزل يعارض زيارته.
عندما وصل إلى الطابق العلوي، اكتشف أن الغرف كانت أكثر تهدمًا. لكن ما لفت انتباهه كان بابًا مغلقًا في نهاية الممر. اقترب منه بحذر، وحاول فتحه. ولدهشته، كان الباب مفتوحًا جزئيًا. دفعه بلطف، فدخل إلى غرفة صغيرة مظلمة. وعلى الجدار المقابل، كانت هناك لوحة قديمة مزخرفة. اقترب منها، ليكتشف أنها صورة لعائلة كانت قد سكنت هذا المنزل منذ وقت طويل.
بينما كان يحدق في الصورة، شعر بشيء غريب، وكأن أحدًا يراقبه. وفجأة، ظهرت أمامه خيالات ضبابية تتحرك في الزوايا المظلمة للغرفة. شعر قلبه ينبض بسرعة، وأحس بشيء غريب يدور حوله. لكنه لم يستطع الهروب، فقد تجمد في مكانه. كانت الأصوات تزيد تدريجياً، همسات متواصلة تتحدث عن ماضي العائلة التي اختفت.
وأثناء تفحصه للغرفة، اكتشف عادل شيئًا غير متوقع: تحت السجادة القديمة كان هناك فتحة صغيرة تؤدي إلى سرداب مظلم. شعر بشجاعة غريبة وهو ينزل إلى الأسفل، وعندما وصل إلى القاع، وجد نفسه في مكان مليء بالغرف المتراصة. كانت تلك الغرف مليئة بمخطوطات قديمة وأشياء غريبة.
فجأة، شعر بشيء ثقيل على صدره، وكأن الروح التي كانت تسكن البيت قد استفاقت من سباتها. لكن قبل أن يستطيع الهروب، اكتشف أن سر هذا البيت المهجور كان يتعلق بلعنة قديمة. كانت العائلة التي سكنت هذا المنزل قد ارتكبت خطأ فادحًا، وهو ما تسبب في اختفائها. كانت تلك اللعنة تلاحق كل من يجرؤ على الاقتراب من المكان.
في اللحظة التي هم فيها بالخروج، أغلق الباب خلفه بشدة، وأصبح عادل محاصرًا. سمع أصواتًا غريبة، وزخات من الضوء تظهر أمامه. كانت الأرواح المحبوسة داخل المنزل تسعى للانتقام. ولكنه في تلك اللحظة، تذكر أن العائلة كانت قد تركت وراءها خريطة قديمة توضح كيفية التخلص من اللعنة.
بمساعدة تلك الخريطة، بدأ عادل في حل الألغاز التي كانت تحيط بالمنزل. وشيئًا فشيئًا، نجح في فك تعويذة اللعنة، فتحررت الأرواح، وعاد البيت إلى حالته الطبيعية.
لكن منذ تلك الليلة، ظل عادل يحمل في قلبه ذكرى تلك التجربة، وتأكد أنه مهما كانت المغامرات، فإن بعض الأماكن يجب أن تُترك بدون استكشاف.
ومنذ ذلك الحين، عاد الناس في القرية ليحترموا البيت المهجور، ولكنهم لم ينسوا أبدًا تلك اللعنة ال
تي كانت تكمن وراء جدرانه.