#من_أغضب_الكريم_حتي_يحلف

#من_أغضب_الكريم_حتي_يحلف
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث


 #من_أغضب_الكريم_حتي_يحلف 

قصة حقيقية :


يُحكى أن الأصمعي كان يسير يوماً في الطريق فوجد أعرابياً .

فسأله الأعرابي : من أين أنت يا أخ العرب ؟

قال الأصمعي : من أصمع

قال : و من أين أنت آتٍ ؟

قال : من المسجد

قال : و ما تصنعون بالمسجد ؟

قال : نصلي و نقرأ قرآن الله

قال : وهل لله قرآن ؟

قال : نعم 

قال : إقرأ عليَّ شيئاً منه ؟

فقرأ عليه سورة الذاريات

فلما وصل إلى قوله تعالى : { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } 

قال الأعرابي : حسبك، و قام و ذبح ناقته و تصدق بها، يقيناً منه بصدق الرزّاق ثم انصرف .


يقول الأصمعي : 

بعد سنتين من لقاءنا خرجت مع الرشيد للحج فلقيت ذلك الأعرابي فجائني و قال : ألست الأصمعي ؟

قلت : نعم

قال : زدني مما قرأت عليَّ من المرة السابقة ؟

قال : فقرأت عليه بقية السورة

{ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ إِنَّهُۥ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }


هنا انتفض الأعرابي و صرخ بأعلى صوته و قال :

#من_أغضب_الكريم_حتى_يحلف ؟

#من_أغضب_الكريم_حتى_يحلف ؟

وقال أما كان يكفيكم قوله : ( وفي السماء رزقكم و ما توعدون )


يقول الأصمعي فرددها ثلاث ووالله ما انتهى من الثالثة حتى فاضت روحه.


#العبرة :

 عبدي ضمنت لك قسمتي فشككت 

  فلم أكتف بالضمان بل أقسمت

وأنت لأهي بدنيا فانيه ومني نفرت 

وعندما تريد الرجوع إليه قبلت


و هذا ما جعل الأعرابي يُصعق من فوره

لأن الناس في زمانه جعلوا الرحمن يقسم ليصدقوا بأن رزقهم مضمون.

فكيف به لو عاش بيننا الآن و رأى الذين لا يصدقونه سبحانه حتى بعد أن أقسم ؟!


فترى الواحد منهم يلهث وراء جمع المال حتى لو كان حراماً، بدعوى أنه لا يضمن الظروف و يريد أن يؤمن المستقبل للأولاد .

جاعلاً الدنيا أكبر همه و مبلغ علمه، 

متخذاً كمبدأ في الحياة أنه قد أفلح من كان له بيت و سيارة و رصيد بالبنك.

بدل قوله تعالى :{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }

ناسياً بأن مستقبل الاولاد لن يؤمنه بتاتاً البيت و السيارة و الرصيد البنكي، 

بل مستقبل الأبناء مرهون بالعمل الصالح لقوله تعالى : 

{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحا)

قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

 

تعليقات

عدد التعليقات : 0