الرواية السحرية ... الجزء الثاني

الرواية السحرية ... الجزء الثاني
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث


 في اليوم التالي استيقظت في تمام الساعة السابعة مثل كل يوم .. كالعادة
 


ولكن اليوم كنت أريد أن أكمل قراءة الرواية حقا .. فنهضت من سريري لأستعد للذهاب الى العمل ، لكنني لم اتناول إفطاري ، فقط شربت قهوتي و لم اسمع صوت الموسيقى الكلاسيكية المعتادة ، فقد كنت أقرأ الرواية و لاول مرة منذ سنة و نصف .. تغير الروتين المعتاد ! عندما جاءت الساعة الثامنة أغلقت غلاف الرواية و وضعتها على طاولتي و استعديت للذهاب الى العمل ، 


و قبل انا افتح الباب لاخرج .. نظرت نظرة أخيرة للرواية ، اردت بشدة أن آخذها معي و لكن في نفس الوقت لم أرد أن آخذها .. أغلقت الباب و توجهت إلى الشارع ، و لكن شعرت بأن شيء ما يجعلني اعود إلى منزلي و أخذ الرواية معي .. كانه مجددا شيء يجذبني إليها ، حاولت أن اقاوم ذلك الشعور و أن اقاوم نفسي التي تحفز ذلك الشعور أكثر و أكثر ، إلى أن استسلمت و عدت إلى منزلي و اخذتها و ذهبت الى العمل كي لا أتأخر . 


وصلت إلى عملي في ميعادي المعتاد ، حاولت على قدر استطاعتي عدم التفكير في الرواية و التركيز على عملي فحسب 


كنت مشتتة و اردث و بشدة أن أقرأ و لو فصل واحد من الرواية ، و لكنني تمالكت نفسي و ركزت فقط على عملي 


جاء وقت استراحة الغداء ، ذهبت لتناول الغداء بمفردي كالعادة و لكن ما تغير اليوم هو أنني كان لدى صحبة ولكن من نوع آخر .. كانت معي الرواية . لم افعل ذلك من قبل ولكنني و لاول مرة أتناول الطعام و انا اقرأ ، عادة عندما أقرأ لا افعل اي شيء سوا القراءة و حسب ، لا استخدم اي حاسة من حواسي الخمسة سوى البصر فقط لا غير و اركز فقط على القراءة ، و لكن لسوء الحظ كسرت تلك القاعدة هذه المرة و حدث مثل ما حدث أمس ، فقد استمررت في القراءة وقت طويل للغاية ، إلى أن انتهى معاد استراحة الغداء و بعد أن غادر الجميع إلى مكاتبهم ، و لاول مرة و على غير العادة كنت انا الأخيرة التي تذهب الى مكتبها

جرت الايام بسرعة كبيرة ، و مضى شهر کامل و مضت الايام ، و كانت معظمها أن لم يكن جميعها تتمحور حول قراءة تلك الرواية السحرية ، و مقابلة جميلة من الحين والآخر ، و لكن لأكون صادقة ، فقد شعرت أن حياتي الروتينية تغيرت منذ أن بدأت أن أقرأ تلك الرواية قد يعتقدني البعض أبالغ و لكن حقا حياتي تغيرت ، أصبح هناك هدف من حياتي ، فقد كنت انهي عملي لأقرأ الرواية ، انام مبكرا و استيقظ مبكراً لأقرأ الرواية احببت الرواية و ابطالها من كل قلبي الى أن جاء اليوم .. و أنهيت الرواية 


لم أشعر قط بهذا الشعور مع باقي الروايات التي انهيتها من قبل ، شعور و كأنني فقدت صديقا حقيقيا لي ، لم أشعر بالوحدة الحقيقية سوى الان . لم أشعر بصدق نصيحة ابي سوى الان عادت حياتي الى ما كانت عليه ، و لكنني لم أرغب في القراءة ، و كأن عقلي يرفض أن يتخيل اي احداث سوى احداث تلك الرواية الغامضة التي لا اعرف اسم كاتبها أو حتى دار النشر التي نشرتها لعلي اعرف اسم كاتبها و في يوم من الايام ، تلقيت اتصالا من جميلة ، كانت تقول انها تريد مقابلتي ، لأكون صادقة لم أكن أريد أن أذهب إلى أي مكان ، لكنها جميلتي و هي تستثنى من الجميع 


ذهبت لارى جميلة في المكان الذي اتفقنا عليه ، كانت حديقة لطيفة و هادئة و كانت جميلة تنتظرني بجوار إحدى الأشجار العالية 


كانت جميلة كأسمها .. بشعرها الاسود الطويل و رموشها الطويلة و ضحكتها التي لطالما جعلتني اضحك 


و أشعر بالسعادة مهما كنت أشعر بالاحباط أو الحزن عندما رأيتها حينها ، تذكرت كل ذکریاتنا معا و کم کونًا من ذكريات معا ، تذكرت كم كنا مع بعضنا البعض في 

كل الأوقات سواءا كانت سعيدة ام حزينة ، تذكرت كل الذكريات الجميلة التي بيننا و حينها كم كنت فخورة بصداقتها و كم كنت أود أن اشكرها لوقوفها بجواري كل تلك السنوات دون أن تتركني وحدي ، كم كنت اريد ان اقول لها كم أنني احبها و كم أن ابتسامتها جميلة 


كأسمها 


جلسنا معا على إحدى المقاعد ، و ظلت تحكي لي عن عملها و عن كم كان الطريق مزدحما اليوم و عن كم كان الغداء لذيذ للغاية و كم كانت مستمتعة به ، ظلت تحكي لي عن كل شيء حدث لها على مدار اليوم و بالتفصيل قد يظن البعض انني قد انزعج من كلامها و قصصها التي قد يراها البعض مملة ، و لكنني كنت اتوقع لاستماع قصصها حقا من الحين والآخر ، لا أعرف لماذا و لكن في هذا اليوم كنت ممتنة لصداقتي انا و جميلة كثيرا ، ربما لأنني كنت أشعر أنني لن اراها ثانية .. عندما تأخر الوقت ، حان وقت الرحيل ، ودعنا بعضنا البعض و ذهب كل منا في طريقه كنت امشي في الشارع أتأمل النجوم ، السماء ، و القمر . الى أن سمعت صوت سيارة بجواري و رأيت نورا ابيض اللون قد ملء عيناي ، لم أشعر بألم .. في الواقع لم أشعر بشيء .. لم أشعر بأي شيء و لكنني اشتقت حينها ـ " كلارا ! استيقظي لقد نمت لوقت طويل ! هيا يجب علينا الذهاب الآن ! " 


کلارا ؟ من هي كلارا ؟ 


" هيا استيقظي لقد تأخرنا عن العمل ! " 


و 


فتحت عيناي ببطىء لارى فتاة في منتصف عمرها شقراء ذات شعر قصير ، كانت تستمر في قول " كلارا استيقظي يا كلارا " و انا مازلت لا اعرف حتى الآن من هي كلارا . 


نهضت وانا متعجبة ، فا هذه لم تكن غرفتي ، ولا هذا سريري ، ولا هذا بيتي ولا اعرف من تلك الفتاة و لا اعرف من هي كلارا 


قلت لها في تعجب : كلارا ؟ من هي کلارا ؟ و این انا ؟ و من انت ؟ 


نظرة لي نظرة تعجب و قالت : لا وقت لهذا المزاح الآن . لقد تأخرنا عن العمل . هيا انهضي و استعدي للذهاب الى العمل 


مازلت غير مستوعبة عن ماذا تتحدث و من هذه فركت عيني جيدا لاتأكد أنني لا احلم و انني 


مستيقظة .. لم يكن حلما بكل أسف 


قلت لها : لماذا تستمرين بمناداتي بكلارا ؟ من هي كلارا 


حقا ؟ 


قالت لي في سخرية : لماذا استمر في مناداتك بكلارا ؟ أليس هذا لانك كلارا نوال ؟ 


قلت في نفسي : كلارا نوال ؟ من هي تلك الفتاة حقا ؟؟ قلت لها : لا انا لست کلارا نوال ، انا مريم عز الدين ، و من انتي اصلا ؟ 


قالت لي في عدم اهتمام : مريم عز الدين ؟ يبدو انك من كثرة العمل اصبحتي تهلوسين ، کفی مزاحا و هیا لنذهب للعمل 


ثم خرجت من الغرفة و اصبحت وحدي ألقيت نظرة على الغرفة ، اقسم انها لم تكن غرفتي ! 


كانت غرفة قديمة نوعا ما وملونة باللون الازرق الفاتح بها سرير واحد فقط و مرآة طويلة كانت مزخرفة 


بزخارف جميلة و لديها شباك صغير و باب مطلي باللون الاسود ، كان ديكور الغرف . غريبا نوعا ما 


نهضت لارى تلك المرأة ، و عندما نظرت إليها ضعقت من 


الصدمة 


فالفتاة التي في المرآة .. ليست انا ! 


ليست مريم عز الدين ذات الشعر الاسود الطويل و العيون الضيقة نسبيا و الفم الصغير .. لم تكن انا ! بل كانت فتاة قصيرة قليلا ذات شعر اشقر مموج و نمش على وجنتيها ، لم أكن أعرف من التي بالمرآة رفعت يدي لاتأكد أنها انا و وجدت الصورة التي بالمرآة ترفع يدها ايضا و استمريت بفعل حركات و أفعال أمام المرآة و كل مرة تفعل الفتاة التي بالمرأة نفس الشيء لذلك تأكدت أن الفتاة التي بالمرأة هي انا 


مهلا 


قالت كلارا ؟ 


قالت إن اسمي كلارا ؟ 


خرجت من الغرفة و وجدت نفسي في منزل قديم نسبيا و لكنه جميل و مريح كانت هناك فتاه تجلس على الأريكة و كانت نفس الفتاة التي ظلت تناديني ب كلارا " کلارا .. الم تجهزي بعد ؟ سنتأخر عن العمل هيا اسرعي ! " قالت لي الفتاة التي إلى الآن لا اعرف ما اسمها 


قلت لها : اي عمل ؟ 


قالت : اي عمل ؟ ما بك اليوم ؟ لا تعرفي من انتي ولا ماذا تعملين .. اتعرفين من انا حتى ؟ 


اومأت بالرفض .. فوقفت و اتجهت الي و قالت : كلارا ! 


هي انتي بخير ؟ ما بك ؟ هي صدمت رأسك و فقدتي 

الذاكرة ؟ هل حقا لا تتذكريني ولا تعرفين من انا ؟ 


اومأت بنعم 


نظرت لي نظرة تفاجؤ و قالت : لابد و انك قد عملت كثيرا البارحة حتى نسيتي كل شيء .. لا بأس يمكنك أن تستريحي اليوم و سأقول لهم انك مريضة بعض الشئ و تركتني و ذهبت


أنتظرونا في الجزء الثالث احداث مشوقه جدا !!




تعليقات

عدد التعليقات : 0