حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
ولكن اليوم كنت أريد أن أكمل قراءة الرواية حقا .. فنهضت من سريري لأستعد للذهاب الى العمل ، لكنني لم اتناول إفطاري ، فقط شربت قهوتي و لم اسمع صوت الموسيقى الكلاسيكية المعتادة ، فقد كنت أقرأ الرواية و لاول مرة منذ سنة و نصف .. تغير الروتين المعتاد ! عندما جاءت الساعة الثامنة أغلقت غلاف الرواية و وضعتها على طاولتي و استعديت للذهاب الى العمل ،
و قبل انا افتح الباب لاخرج .. نظرت نظرة أخيرة للرواية ، اردت بشدة أن آخذها معي و لكن في نفس الوقت لم أرد أن آخذها .. أغلقت الباب و توجهت إلى الشارع ، و لكن شعرت بأن شيء ما يجعلني اعود إلى منزلي و أخذ الرواية معي .. كانه مجددا شيء يجذبني إليها ، حاولت أن اقاوم ذلك الشعور و أن اقاوم نفسي التي تحفز ذلك الشعور أكثر و أكثر ، إلى أن استسلمت و عدت إلى منزلي و اخذتها و ذهبت الى العمل كي لا أتأخر .
وصلت إلى عملي في ميعادي المعتاد ، حاولت على قدر استطاعتي عدم التفكير في الرواية و التركيز على عملي فحسب
كنت مشتتة و اردث و بشدة أن أقرأ و لو فصل واحد من الرواية ، و لكنني تمالكت نفسي و ركزت فقط على عملي
جاء وقت استراحة الغداء ، ذهبت لتناول الغداء بمفردي كالعادة و لكن ما تغير اليوم هو أنني كان لدى صحبة ولكن من نوع آخر .. كانت معي الرواية . لم افعل ذلك من قبل ولكنني و لاول مرة أتناول الطعام و انا اقرأ ، عادة عندما أقرأ لا افعل اي شيء سوا القراءة و حسب ، لا استخدم اي حاسة من حواسي الخمسة سوى البصر فقط لا غير و اركز فقط على القراءة ، و لكن لسوء الحظ كسرت تلك القاعدة هذه المرة و حدث مثل ما حدث أمس ، فقد استمررت في القراءة وقت طويل للغاية ، إلى أن انتهى معاد استراحة الغداء و بعد أن غادر الجميع إلى مكاتبهم ، و لاول مرة و على غير العادة كنت انا الأخيرة التي تذهب الى مكتبها
جرت الايام بسرعة كبيرة ، و مضى شهر کامل و مضت الايام ، و كانت معظمها أن لم يكن جميعها تتمحور حول قراءة تلك الرواية السحرية ، و مقابلة جميلة من الحين والآخر ، و لكن لأكون صادقة ، فقد شعرت أن حياتي الروتينية تغيرت منذ أن بدأت أن أقرأ تلك الرواية قد يعتقدني البعض أبالغ و لكن حقا حياتي تغيرت ، أصبح هناك هدف من حياتي ، فقد كنت انهي عملي لأقرأ الرواية ، انام مبكرا و استيقظ مبكراً لأقرأ الرواية احببت الرواية و ابطالها من كل قلبي الى أن جاء اليوم .. و أنهيت الرواية
لم أشعر قط بهذا الشعور مع باقي الروايات التي انهيتها من قبل ، شعور و كأنني فقدت صديقا حقيقيا لي ، لم أشعر بالوحدة الحقيقية سوى الان . لم أشعر بصدق نصيحة ابي سوى الان عادت حياتي الى ما كانت عليه ، و لكنني لم أرغب في القراءة ، و كأن عقلي يرفض أن يتخيل اي احداث سوى احداث تلك الرواية الغامضة التي لا اعرف اسم كاتبها أو حتى دار النشر التي نشرتها لعلي اعرف اسم كاتبها و في يوم من الايام ، تلقيت اتصالا من جميلة ، كانت تقول انها تريد مقابلتي ، لأكون صادقة لم أكن أريد أن أذهب إلى أي مكان ، لكنها جميلتي و هي تستثنى من الجميع
ذهبت لارى جميلة في المكان الذي اتفقنا عليه ، كانت حديقة لطيفة و هادئة و كانت جميلة تنتظرني بجوار إحدى الأشجار العالية
كانت جميلة كأسمها .. بشعرها الاسود الطويل و رموشها الطويلة و ضحكتها التي لطالما جعلتني اضحك
و أشعر بالسعادة مهما كنت أشعر بالاحباط أو الحزن عندما رأيتها حينها ، تذكرت كل ذکریاتنا معا و کم کونًا من ذكريات معا ، تذكرت كم كنا مع بعضنا البعض في
كل الأوقات سواءا كانت سعيدة ام حزينة ، تذكرت كل الذكريات الجميلة التي بيننا و حينها كم كنت فخورة بصداقتها و كم كنت أود أن اشكرها لوقوفها بجواري كل تلك السنوات دون أن تتركني وحدي ، كم كنت اريد ان اقول لها كم أنني احبها و كم أن ابتسامتها جميلة
كأسمها
جلسنا معا على إحدى المقاعد ، و ظلت تحكي لي عن عملها و عن كم كان الطريق مزدحما اليوم و عن كم كان الغداء لذيذ للغاية و كم كانت مستمتعة به ، ظلت تحكي لي عن كل شيء حدث لها على مدار اليوم و بالتفصيل قد يظن البعض انني قد انزعج من كلامها و قصصها التي قد يراها البعض مملة ، و لكنني كنت اتوقع لاستماع قصصها حقا من الحين والآخر ، لا أعرف لماذا و لكن في هذا اليوم كنت ممتنة لصداقتي انا و جميلة كثيرا ، ربما لأنني كنت أشعر أنني لن اراها ثانية .. عندما تأخر الوقت ، حان وقت الرحيل ، ودعنا بعضنا البعض و ذهب كل منا في طريقه كنت امشي في الشارع أتأمل النجوم ، السماء ، و القمر . الى أن سمعت صوت سيارة بجواري و رأيت نورا ابيض اللون قد ملء عيناي ، لم أشعر بألم .. في الواقع لم أشعر بشيء .. لم أشعر بأي شيء و لكنني اشتقت حينها ـ " كلارا ! استيقظي لقد نمت لوقت طويل ! هيا يجب علينا الذهاب الآن ! "
کلارا ؟ من هي كلارا ؟
" هيا استيقظي لقد تأخرنا عن العمل ! "
و
فتحت عيناي ببطىء لارى فتاة في منتصف عمرها شقراء ذات شعر قصير ، كانت تستمر في قول " كلارا استيقظي يا كلارا " و انا مازلت لا اعرف حتى الآن من هي كلارا .
نهضت وانا متعجبة ، فا هذه لم تكن غرفتي ، ولا هذا سريري ، ولا هذا بيتي ولا اعرف من تلك الفتاة و لا اعرف من هي كلارا
قلت لها في تعجب : كلارا ؟ من هي کلارا ؟ و این انا ؟ و من انت ؟
نظرة لي نظرة تعجب و قالت : لا وقت لهذا المزاح الآن . لقد تأخرنا عن العمل . هيا انهضي و استعدي للذهاب الى العمل
مازلت غير مستوعبة عن ماذا تتحدث و من هذه فركت عيني جيدا لاتأكد أنني لا احلم و انني
مستيقظة .. لم يكن حلما بكل أسف
قلت لها : لماذا تستمرين بمناداتي بكلارا ؟ من هي كلارا
حقا ؟
قالت لي في سخرية : لماذا استمر في مناداتك بكلارا ؟ أليس هذا لانك كلارا نوال ؟
قلت في نفسي : كلارا نوال ؟ من هي تلك الفتاة حقا ؟؟ قلت لها : لا انا لست کلارا نوال ، انا مريم عز الدين ، و من انتي اصلا ؟
قالت لي في عدم اهتمام : مريم عز الدين ؟ يبدو انك من كثرة العمل اصبحتي تهلوسين ، کفی مزاحا و هیا لنذهب للعمل
ثم خرجت من الغرفة و اصبحت وحدي ألقيت نظرة على الغرفة ، اقسم انها لم تكن غرفتي !
كانت غرفة قديمة نوعا ما وملونة باللون الازرق الفاتح بها سرير واحد فقط و مرآة طويلة كانت مزخرفة
بزخارف جميلة و لديها شباك صغير و باب مطلي باللون الاسود ، كان ديكور الغرف . غريبا نوعا ما
نهضت لارى تلك المرأة ، و عندما نظرت إليها ضعقت من
الصدمة
فالفتاة التي في المرآة .. ليست انا !
ليست مريم عز الدين ذات الشعر الاسود الطويل و العيون الضيقة نسبيا و الفم الصغير .. لم تكن انا ! بل كانت فتاة قصيرة قليلا ذات شعر اشقر مموج و نمش على وجنتيها ، لم أكن أعرف من التي بالمرآة رفعت يدي لاتأكد أنها انا و وجدت الصورة التي بالمرآة ترفع يدها ايضا و استمريت بفعل حركات و أفعال أمام المرآة و كل مرة تفعل الفتاة التي بالمرأة نفس الشيء لذلك تأكدت أن الفتاة التي بالمرأة هي انا
مهلا
قالت كلارا ؟
قالت إن اسمي كلارا ؟
خرجت من الغرفة و وجدت نفسي في منزل قديم نسبيا و لكنه جميل و مريح كانت هناك فتاه تجلس على الأريكة و كانت نفس الفتاة التي ظلت تناديني ب كلارا " کلارا .. الم تجهزي بعد ؟ سنتأخر عن العمل هيا اسرعي ! " قالت لي الفتاة التي إلى الآن لا اعرف ما اسمها
قلت لها : اي عمل ؟
قالت : اي عمل ؟ ما بك اليوم ؟ لا تعرفي من انتي ولا ماذا تعملين .. اتعرفين من انا حتى ؟
اومأت بالرفض .. فوقفت و اتجهت الي و قالت : كلارا !
هي انتي بخير ؟ ما بك ؟ هي صدمت رأسك و فقدتي
الذاكرة ؟ هل حقا لا تتذكريني ولا تعرفين من انا ؟
اومأت بنعم
نظرت لي نظرة تفاجؤ و قالت : لابد و انك قد عملت كثيرا البارحة حتى نسيتي كل شيء .. لا بأس يمكنك أن تستريحي اليوم و سأقول لهم انك مريضة بعض الشئ و تركتني و ذهبت
أنتظرونا في الجزء الثالث احداث مشوقه جدا !!