حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
والستين
وأعيش في إحدى قرى محافظة ساحلية وانتمى إلى أسرة عادية من أسر الأرياف حيث يرتبط الجميع بعلاقات نسب ومصاهرة بين بعضهم
وكنت الوحيدة بين أخواتي البنات التي تتمتع بقوة الشخصية والحضور والجرأة في التعامل وتعلمت في مدرسة متوسطة في حين لم يلتحق أي فرد من أسرتى بالتعليم واكتفوا بالعمل في المزارع والمصانع مثل الكثيرين من أقرانهم
ولاحظت وقتها شاباً من أسرة ثرية يحاول أن يتقرب إلي ، وينظر لى بإعجاب ثم جاءتنا والدته وخطبتنى له
وظللت الفرحة بيتنا وأثنى أهلى على أسرته ووصفوهم بأنهم مثال رائع للطيبة والكرم وحسن الأخلاق وعرفت أن خطيبي هو الابن الثاني لأبيه
حيث يكبره أخ واحد بعامين وأنه هو الذي يدير ثروة أبيه من الأراضي الزراعية لما يتمتع به من القوة والحزم بعكس شقيقه الذي يغلب عليه الهدوء وعدم القدرة على مواجهة
الآخرين .
وأقام والده لنا حفل زفاف كبيرا حضره أهل القرية والقرى
المجاورة
وانتقلت إلى بيتهم الواسع ذي الغرف المتعددة في ركن خاص بي ، وتمتعت مع زوجي بكل شيء ووجدت والدته سيدة رائعة وأبوه رجلا دمث الخلق وشقيقه شاباً سمحاً لا يتكلم كثيراً ولا يحتك بمن حوله ، ولعل ذلك هو ما دفع أباه إلى أن يفوض زوجي في كل
الأمور
ولاحظت الرضا على الجميع بهذا الوضع ، فهم وحدة واحدة وقرارهم واحد وبعد مضي عام على زواجنا
أنجبت طفلاً جميلاً فانطلقت الزغاريد تجلجل في أرجاء البيت وعلت الابتسامة وجه حماى وحماتي وصار إبنى هو شغلهما الشاغل
فيسأل عنه حماي في « الرايحة والجاية » ، وتحمله حماتي « نائما أو مستيقظا » وذات يوم وفي أثناء تناول طعام
الغداء
فاتح حمای شقیق زوجي في مسألة الزواج الذي كان يؤجله باستمرار
وقال له « نفسى أفرح بيك زي أخوك » فطرق رأسه في الأرض قائلا : « ربنا يسهل »
فاعتبرت رده علامة على الموافقة وحدثتني نفسي بأن أختار له العروس التي سوف يتزوجها على مزاجي
وصارحت زوجى بما يدور داخلي .
وقلت له : « أنت الذي تدير أملاك أبيك ومن حقك أن تنال في النهاية هذا الارث . ثم يكون لأولادك من بعدك ولو تزوج أخوك وأنجب سيحصل على نصف الميراث
ومادام أنه لايفكر في الانجاب ووصلت الأمور إلى حد الضغط عليه من أجل الارتباط فسيوافق على من نختارها له
فاقتنع زوجى بكلامي وسألنى عن الفتاة التي أرشحها له فقلت له : « أنها ليست فتاة انها سيدة مطلقة لم تمكث مع زوجها سوى عام ونصف العام ثم طلقها لعدم الانجاب مع أنها جميلة وتتمتع بالأخلاق الحميدة علاوة على روحها المرحة وهي تقترب في صفاتها من صفات شقيقك وقد اخترتها بالذات حتى لا تنجب
وتكون تركة إبيك في النهاية لأولادك فوافقنى على رأيى وتوليت مسئولية اقناع حماتي بالعروس المناسبة من وجهة نظرى دون أن أفصح عن سبب طلاقها
ولم يتوقف شقيق زوجي عند مسألة طلاقها ، بل أبدى سعادته بهذا الاختيار ومازال رده يرن في أذني إذ قال في نهاية جلستنا « توكلت على الله » وخرج إلى المسجد لأداء
صلاة العشاء ،
وتم عقد القران والزفاف وسط لقاء عائلي دون حفل كما جرت العادة مع من سبق لهن الزواج
وأحسست وقتها بنشوة الانتصار ، وبأن خطتى للاستئثار بالميراث تمضى كما رسمتها
وعشنا معا حياة مستقرة لم يعكر صفوها شيء ومرض حماى ثم رحل عن الحياة
وودعناه بالدموع والتففنا حول حماتی وازددنا ترابطا وأصبح شقيق زوجي هو رجل البيت باعتباره الأكبر سنا ولكن الأمور كلها ظلت بيد زوجي ثم فوجئنا بما لم أتوقعه ؟إذ حملت زوجته
وظهر عليها الحمل فأخذت أضرب كفا بكف كيف تحمل وهي عاقر فلقد كان السبب في طلاقها هو عدم الانجاب وظللت اطمئن نفسي بأنه « حمل كاذب »
فلقد سمعت وقتها عن بعض الحالات حيث تعيش الزوجة وهم الحمل ثم تفاجأ في النهاية بأنها ليست حاملا وأن الأمر كله لا يعدو كونه مجرد تهيؤات وخيالات .. نعم ظننتُ ذلك
ولكن شهور الحمل مرت بشكل عادي ، ووضعت زوجة شقيق زوجی توءمين جميلين
وانجبت ولدين في بطن واحدة وعنفني زوجى على صنیعی فالحق أنني التي ضغطت عليه لاقناع شقيقه
بقبول هذه الزيجة للهدف الذي كنت أسعى إليه
لكنه بانجاب الولدين أصبح سراباً كما أنني لم يكن لدى وقتها سوى ابنى الوحيد الذي لم أنجب سواه
وكبر الولدان وكلما شاهدتهما أمامي يمر برأسى شريط الذكريات وما كنت أرتب له بعد رحيل الكبار حين تصبح الأرض كلها ملكاً لأولادي
ثم توالى انجابها البنين والبنات فانجبت ولداً ثالثاً
وبنتين
في حين توقف انجابي تماماً ، وأدركت أنني سوف أجنى ما صنعت وأن من يتخيل أنه قادر على أن يفعل ما يريد
واهم
فالقادرهو الله ونحن البشر مهما فعلنا فلن تغير قدره سبحانه وتعالي .
ودارت السنون وصار الأولاد شباباً وأصبحت أخاف على إبنى من كل خطوة يخطوها فأتتبعه وأسأل عليه
وكان لدينا جرار زراعي ، يعمل عليه في أرضنا الزراعية في أيام الأجازات الدراسية وذات يوم أخذ الجرار
وذهب في طريقه إلى الحقل فصدمته سيارة نقل مسرعة أحد المنحئيات فأطاحت به بعيدا لعشرات الأمتار
وجاءنا الخبر المفجع فأسرعنا به إلى المستشفى المركزى القريب منا
ثم الى مستشفى شهير بالقاهرة وظل في العناية المركزة ثلاثة أيام ثم صعدت روحه إلى بارئها
ودارت بي الأرض وغبت عن الوعي ،
وأخضغونى للفحص الطبي وشخضوا حالتي بأنها صدمة
عصبية شديدة
وتلقيت علاجاً استمر مدة طويلة ، ولما أفقت وجدت زوجی قعيداً بعد اصابته بجلطة في المخ ورأيت شقيقه الى جواره يبكى بمرارة أما أبناؤه
فلم يغادروا حجرتنا . ولازمونا ليلاً ونهاراً
ولم أسمع منهم سوى كلمتى « أبي » و « أمي » وهم ينادوننا أنا وزوجي وبعد أسابيع قليلة مات زوجى ولم أحد بجوارى سوى أبناء شقيقه الذين حاولت أن أمنع وجودهم في الحياة!!
بالحيلة الدنيئة التي دبرتها له للزواج من عاقر ،
فإذا بالله عز وجل يخلف ظني ، ويحدث ما حدث وافقد ابنى الوحيد ليؤول كل شيء إلى أولاد شقيق زوجي الذين صاروا أولادي بالفعل بعد كل ما صنغوه لي .
ولقد أراد الله أن أعيش لأرى كل من حولي يرحلون من الدنيا واحداً بعد الآخر لكي أنال العقاب الذي استحقه في الدنيا
فلقد رحل شقيق زوجي وبكيته كثيراً ثم رحلت زوجته
وكنت إلى جوارها في اللحظات الأخيرة وكان مشهد رحيلها مؤثرا في نفسي الى حد لا استطيع وصفه إذ امتلأ وجهها نوراً
وكانت تتمتم قائلة « الحمد لله » . وكررتها كثيرا وكانما كانت ترى مقعدها في الجنة
نعم والله يا سيدي : سمعتها وهي تؤكد شكرها لربها وأدركت أنها تُشاهد جزاء نقاء سريرتها وقربها من الخالق
العظيم .
وإننى أعيش الآن بين أبنائي أقصد أبناء شقيق زوجي الراحل .. وأنا بالنسبة لهم بمنزلة الأم
بل لا يتخذون خطوة واحدة في حياتهم إلا بعد استشارتي
وكلما جاءني أحدهم ضاحكاً مناديا يا أمي أقول في نفسي « حكمتك يا ربّ » ..
إنه سبحانه وتعالى علام الغيوب وقد أراد لى أن تعلم الدرس البليغ بأن الله يفعل ما يشاء وان المكر الشيئ لا.
نعم والله يا سيدي : سمعتها وهي تؤكد شكرها لربها وأدركت أنها ثشاهد جزاء نقاء سريرتها وقربها من الخالق العظيم
وإننى أعيش الآن بين أبنائي أقصد أبناء شقيق زوجي الراحل .. وأنا بالنسبة لهم بمنزلة الأم
بل لا يتخذون خطوة واحدة في حياتهم إلا بعد استشارتي وكلما جاءني أحدهم ضاحكاً مناديا يا أمي أقول في نفسي « حكمتك يا رب » ..
إنه سبحانه وتعالى علام الغيوب وقد أراد لي أن تعلم الدرس البليغ بأن الله يفعل ما يشاء وان المكر الشيئ لا يحيق إلا بأهله
ولقد تعلمته بالفعل وإننى أدعوه في كل صلاة وفي كل وقت ان يغفر لي ذنوبي ويستر لى غيوبي
وأرجو أن يتعظ كل ضال وأن يعود كل من يتربص بالآخرين إلى رشده
فالله هو القاهر فوق عباده ويعلم خائنة الأعين وما تخفى
الصدور لنا ؟
* ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب إنك أنت الوهاب ( 8 ) ) * سورة ءال عمران
* حكمتك يارب *