حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
حنان امرأة تعيش منذ سنوات منفصلة عن زوجها الذي لم تجد طعم السعادة في حياتها معه فانتهت علاقتهما للابد
و كانت تعيش وحيدة و لم تفكر في الزواج ثانية بعدما توفيت طفلتها التي لم تنس الم فراقها
و تشاء الاقدار ان تجد حنان طفلة في دار الايتام تشبه ابنتها ليس في الشكل و لكن في براءتها و عذوبتها فتقرر تبنيها
فلم يسمح لها بذلك لكنها اغرت مديرة دار الايتام بالمال كي تسهل عليها أخذها
فعاشت الطفلة في كنف حنان لا تفارقها و قد ملأت حياتها سعادة
ثم تشاء الاقدار ان يقع نظر رجل ما على حنان فيعجب بها و تترك في نفسه أثرا فراح يتقرب منها لطلب يدها للزواج
شعرت حنان بالرجل يلاحقها بنظراته كلما صادفته في الأماكن العامة و مع انها لم تعد تفكر في الزواج الا ان احساسها تجاهه كان مختلفا فقد كانت تبدو عليه معالم النبل و كان مختلفا عن كل الرجال في نظرها فتأملت فيه خيرا و حلمت ببدء حياة جديدة
ثم كان ان تقرب الرجل منها مصارحا لها برغبته في التحدث معها فتواعد معها على ان يلتقيا غدا مساء على الساعة الخامسة بالمتنزه الذي كان يرتاده عادة فاندفعت حنان بمشاعرها الى قبول هذه المبادرة و لم تفكر في الرفض
و خرجت حنان في صباح الغد من بيتها و معها طفلتها المدللة سارة و فيما هما في سوق المدينة المزدحم بالناس طلبت سارة من حنان ان تشتري لها دمية فرحت برؤيتها عند التاجر فتقدمت حنان لاقتنائها لها ثم التفت اليها تحمل لها دميتها الجميلة فلم تكن سارة بقربها راحت تنادي عليها باحثة عنها هنا و هناك لكنها لم ترها بين الزحام
و قد حدث أن الطفلة سارة و هي في الدكان المزدحم بالناس أبصرت عيناها بحنان و هي تغادره فلحقت بها تجري خلفها و الحقيقة انه التبس عليها مع امرأة اخرى بثياب مشابهة و ما كان لحنان ان تغادر من دونها و دون ان تلبي لها رغبتها في الدمية لكنها براءة الأطفال و شدة تعلقهم بمن يحبون تنسيهم ذلك
و مضت ساعات من النهار و لم تجدها داخل السوق و لا خارجه فقررت بعد ذلك الذهاب لقسم الشرطة للابلاغ عن ضياعها
و انشغلت عن موعدها مع ذاك الرجل بالبحث عن طفلتها المفقودة و هي في حيرة من أمرها
و لما وصلت مركز الشرطة و كانت الساعة الرابعة و النصف مساء ابلغها الضابط ان الطفلة قد صارت عند اهلها
لكن كيف يحدث ذلك تساءلت حنان فعرفت ان الطفلة كانت تعيش مع ابويها فحكم على والدها بالسجن المؤبد و ظلت مع امها سنة ثم توفيت امها و لم يكن يوجد من يؤويها فنقلت الى ملجأ الايتام لكن بعد سنتين افرج على والدها بعد الحكم ببراءته و لما سأل عن ابنته في الميتم لم يجدها فقدم شكوى الى قسم الشرطة و اودع عندهم صورتها و ترجى منهم ابلاغه حالما يجدوها
و عندما تاهت الطفلة وجدها احد الناس فاجتهد في اعادتها الى ذويها و عندما لم يجد طريقا اليهم سلمها للشرطة التي تعرفت على هويتها فارسلت لوالدها فأتى لاستلامها
لقد حدث ذلك قبل نصف ساعة فقط من قدوم حنان الى قسم الشرطة
ثم تذكرت حنان موعدها مع الرجل فذهبت الى مكان موعد اللقاء لعلها تجد ما ينسيها ألم فراق الطفلة فنظرت فلم تجد الرجل هناك
و ظلت جالسة في حزن و حسرة و شعرت بخيبة كبيرة لقد طارت احلامها الجميلة في مهب الريح
لقد تخلف الرجل عن موعد لقائه بها و لم يظهر أمامها بعد ذلك أتراه تراجع عن فكرة الارتباط بها ؟
و قد مرت أيام عاشت حنان خلالها وحيدة كئيبة حزينة في بيتها
ثم فكرت حنان ان تزور بيت اهل سارة بعد الحصول على عنوانه من الشرطة لتتمكن من الاطمئنان الطفلة التي تعلقت بها و عاشت في حضنها عاما كاملا
و ذهبت اليها حنان و هي تحمل في يدها لعبتها المفضلة التي كانت تريدها بالامس
و وقفت عند باب شقة البيت و هي لا تدري هل تشعر بالفرح من اجل سارة لانها رجعت الى اهلها ام تشعر بالحزن لفراقها
و دقت الجرس
فتناهى الى سمعها صوت سارة و فتحت لها الباب فأعادت لها شيئا من سعادتها المفقودة
و احتضنتها في شوق ثم علمت انها في البيت بمفردها ناولتها اللعبة ثم أخذت سارة بيد حنان لتدخلها البيت و حنان مترددة و متوجسة من اهل ذلك البيت الغريبون عنها رغم ان اهله حينذاك لم يكونوا موجودين
و فيما حنان مع سارة جالستان تلهوان سمعت حنان صوت قدوم والدها الى بيته فارتبكت قليلا و قامت من مكانها
و ما إن دخل والد سارة عليهما حتى حدثت المفاجأة التي لم تكن حنان تتوقعها و لا كان يتوقعها والد سارة
شاهدت حنان أمامها ذاك الرجل الذي تعرفت عليه من قريب لقد كان هو نفسه والد سارة
و نظر الرجل الى حنان و ابنته مسرورا و قد كان ما دفعه نحو حنان ان رأى فيها ملامح زوجته الفقيدة فتعلق قلبه بها
و لم تمض سوى ايام حتى تزوجا ليعيش الجميع في غبطة و سعادة