قصة _ بحيرة الجنيات رائعة جدا

 قصة _ بحيرة الجنيات رائعة جدا
المؤلف معلومات وقصص مفيدة
تاريخ النشر
آخر تحديث


 قصة _ بحيرة الجنيات رائعة جدا 


أتى أبي مسرعا من العمل وأخبرنا بأنه تم نقله لمدينة أخرى كنت وقتها في أجازة السنة الأولى للجامعة واعترضت على ذلك ولكنه قال : هذه فرصة لتعديل مرتبه وترقيته وسنذهب معه أنا وأمي وإخوتي إلى هناك طيلة الأجازة ، وإن لم يعجبنا الحال سنأتي فور بدء الدراسة وسيظل هو هناك .

جمعنا أغراضنا وسافرنا وكان قد تعاقد على تأجير أحد المنازل ووصلنا له وكنا بعد الظهر ، المنزل واسع جدا أمامه بحيرة صغيرة والبيوت بعيدة عنا بعض الشيء فالمكان رملي وكوننا في الصيف كان الجو حارا ولكن هذه البحيرة تلطف من درجة الحرارة .


صعدت مسرعا للأعلى واخترت غرفة تطل على البحيرة ووضعت بها أغراضي .

رتبنا المنزل وكان الليل قد حل فتناولنا الطعام وذهب كل منا لحجرته كي نرتاح قليلا ، صعدت ودخلت حجرتي وفتحت شباك الحجرة كي أرى المنظر ليلا البحيرة هادئة والقمر كان قد اقترب من الاكتمال وينعكس نوره على صفحات المياه


فتبدو وكأنها بساط من الماس اللامع . ووقع نظري على منزل بالقرب من البحيرة يبدو عليه القدم ولكنه مظلم ويظهر في ضوء القمر مخيفا ، شاهدت رجلا يقف فوقه وبين لحظة والثانية يضيء نورا كشافا شديدا تجاه البحيرة . تعجبت من ذلك ، ولكني تجاهلت ذلك وذهبت لسريري كي أنام . مر اليوم التالي وكان صعبا علينا . فلم نتعود على ذلك الهدوء وقضينا وقتنا في المنزل وبدأت أشعر بالضيق ولكني آثرت ألا أتحدث الآن .


جاءت الليلة التالية ووقفت في الشباك فلمحت نفس منظر الأمس ولكن القمر كان مكتملا فحدثت نفسي أن أنزل لأتمشى بالقرب من البحيرة في ذلك المنظر . نزلت ووجدت نفسي قد اقتربت من المنزل الذي رأيته بالأمس فالتفتت كي أرجع فوجدت رجلا في وجههي . فزعت ولكني هدأت وبدأ يسألني من أنا ولماذا أسير بالليل ؟!


تعجبت من سؤاله وأخبرته . فقال لي : يجب عليك ألا تقترب من البحيرة في الليل ففيها يكمن الشر ، وأنا أراقب ذلك طيلة الليل وأحاول القضاء عليه . استغربت وبدأت أسأله عن أي شر تتحدث وتراقب ماذا ؟


فقال : هذه بحيرة يسكنها الجنيات وأنا أسلط الضوء الشديد عليهم كي أحرق منهم ما يظهر على سطح الماء كما أني أنصب الأفخاخ على الشط لاسطيادهن ، ولكني لم أحرق كثيرا وبقي الكثير والكثير ، فيجب عليك أن تعود لمنزلك .


تركني وصعد المنزل وعدت ماشيا أفكر فيما قاله وبينما أسير في الطريق إذ سمعت صوتا يئن داخل الماء فزعت وكاد قلبي ينخلع ولكني اقتربت شيئا فشيء وكان نور القمر كافيا لإيضاح الرؤية لي . اقترب وسحبت الهاتف وأضأت الكشاف فسمعت الصوت يقول : لا أطفئ الكشاف رجاءا . فأطفأته واقتربت. فتاة صغيرة السن رائعة الجمال واقعة في فخ ، نادتني كي أنقذها فخفت وذهبت كي أنادي على صائد الجنيات ولكني سمعت توسلات ممزوجة بالبكاء فكاد قلبي ينخلع لذلك وتوقفت مكاني وشجعت نفسي وحصنتها بالأذكار ورجعت ، نظرت إلي بعينين مليئتين بالدموع وقالت : أرجوك اتوسل عليك لا تبلغ ذلك الرجل فقد قتل منا الكثير ونحن لم نؤذ أحد....

فتاة صغيرة السن رائعة الجمال واقعة في فخ ، نادتني كي أنقذها فخفت وذهبت كي أنادي على صائد الجنيات .

ولكني سمعت توسلات ممزوجة بالبكاء فكاد قلبي ينخلع لذلك وتوقفت مكاني وشجعت نفسي وحصنتها بالأذكار ورجعت ، نظرت إلي بعينين مليئتين بالدموع وقالت : أستحلفك بالله لا تبلغ ذلك الرجل فقد قتل منا الكثير ونحن لم نؤذ أحدَ ، نعيش في تلك البركة منذ قرون قبل مجيء البشر إليها ولكن فجأة ظهر هذا الرجل وبدأ يصطادنا ويضع أجساد من يمسكهم بالأفخاخ في الملح حتى يجفوا في منزله


ويعلقهم على الحوائط ومن يسلط عليهم ضوءه يحرقهم تماما لأن هذا الضوء ممتزج بالأشعة فوق البنفسجية التي تحرقنا نهائيا . بالله عليك أنقذني وإن أردت معرفة الحقيقة فسوف أخبرك ولكن خلصني من ذلك الفخ لأني على وشك الموت .

لا أدري لماذا اطمئن قلبي لها ولماذا صدقتها وطلبت منها عدم الحركة حتى أجلب شيء من المنزل يساعدني .

ذهبت مسرعا للمنزل أبحث عن أي شيء يمكنه مساعدتي في فك الفخ وإزالته ووجدت فعلا بعض الأشياء التي يمكن أن تجدي نفعا .


وجئت مسرعا ونزلت على ركبتي وجلبت نورا خفيفا لكشاف صغير لدي . وأضأته حتى ارى ماذا أفعل . وبدأت في إزالة الفخ شيئا فشيء ، وكان آخر شيء في الفخ نزعته ولكن أحسيت فجأة بضربة على رأسي ، وضعت يدي مكان الضربة فوجدت الدماء تسيل وانطلقت الفتاة داخل البركة وسقطت على جنبي في الماء ولم ألمح سوى أقدام بجانبي لشخص لم أتبين من هو ، ورحت في ثبات عميق .

لا أدري كم مر علي من الوقت وأنا في غيبوبة ولكني فجاة بدأت أفتح عيني وأقلبها في كل مكان ، المكان غريب عجيب لا أدري أين أنا .

وناديت يا أهل المكان أين أنتم ؟

أين أنا ؟

فجأة سمعت أقدام تقترب آتية نحو الحجرة التي أنا فيها وتفتح الباب ببطء 

وكانت المفاجأة التي عقدت لساني ..


تلك الفتاة الصغيرة التي أنقذتها ولكن كانت في قمة الجمال ، أتت لي وسألتني عن حالي وسألتها ماذا حدث ؟

قالت : لقد سقطت فور أن ضربك الرجل على رأسك ، وأنا نزلت في الماء أختبيء فيه ولكن ، بعد دقائق صعدت لأطمئن عليك فوجدتك ملقى على الشط وذلك الرجل ذاهب نحو المنزل ، فسحبتك ولكن لم أستطع وحدي فذهبت وأحضرت أختى كي تساعدني وأخبرتها ما حدث حتى أتينا بك إلى بيتنا تحت الماء . وفجأة ونحن نتحدث سمعت خطوات آتية نحونا فإذا بفتاة في غاية الجمال كأنها القمر في تمامه قد أقبلت بابتسامة هادئة تسير بخطى هادئة نحونا . بادرتني قائلة : كيف حالك ؟

تلعثمت في الكلام وقلت : ثمام بحير

ابتسمت لتلعثمي وقالت : شكرا لك على إنقاذ أختى الصغرى .

فقلت لها وقد ظللت متلعثما : لا شر على خير قصدي لا شكر على واجب .


بدأت أركز وأنا أنطق : وسألتها لماذا يفعل الرجل هذا ؟

قالت : كنا نعيش هنا في أمان وكان المكان نائيا حتى أتى ذلك الرجل ذلك الرجل هو وزوجته بنو بيتا بالقرب من البحيرة وكانوا أول من أتوا . وفي يوم نزلت زوجته للماء فغرقت وظلت تحاول ولكن لا أحد من البشر قريب ينقذها . فرأتها واحدة منا فأسرعت بسحبها للشاطئ ولكن لم تستطع أن تنقذها وماتت ، وبينما هي على الشاطىء معها إذ لمحها ذلك الرجل ووجد زوجته جثة هامدة فأسرعت الفتاة للماء وغطست فيه ، فظن الرجل أنها قتلتها ومن يومها وهو يقتل فينا ويحاول اصطيادنا .


سألتها : وأين أنا بالضبط وكيف تعيشون هنا ؟ 

قالت : نحن جنس من الجنيات شبيهات الإنسان بل الفرق بيننا وبينكم أن عالمنا أسفل الماء والأرض ولنا جامعاتنا وحياتنا وحضارتنا وأعمارنا قريبة منكم حتى شكلنا وإن خرج أحد منا للبر فلن يغرفه البشر ولن يميزوه ولكن يمكننا أن نغطس في المياه ويقتلنا الضوء البنفسجي وأجسادنا لا تتحمل الملح الشديد لذلك يقتلنا بذلك . وها أنا أعيش أنا وأختي في منزل والدينا منذ أن رحلا . 


أرحت رأسي على الوسادة وقلت إذن نريد حلا لذلك بل ونريد أن تعيشوا بسلام هنا لأن البشر لن يتركوكم ماداموا لم يعرفوكم . طلبت منها أن تخرجني للسطح ولكنها حاولت إقناعي بالبقاء ريثما أستريح .


طلبت منها أن أصعد كي يطمئن علي أهلي . وقالت لي وهي تخرج بي من المنزل : لا تنسانا فقط وأنت على الشط قل رغد ثلاث مرات وسوف أكون عندك على الشط خلال دقائق . سألتها عن اسم اختها فقالت : اسمها لؤلؤة 


وبينما هي تخرجني للأعلى وجدت المياه كأنها سحاب فوق المدينة الفائقة الجمال وبينما نعبر حاجز المياه لمحت بعض أنواع الأسماك النادرة تلمع أسفل المياه بل وتقترب من رغد وكأنها تعرفها . وصعدنا للأعلى فوجدت الفجر يؤذن ولم أجد ذلك الرجل فوق المنزل .

ودعت رغد وبدأت أدخل منزلنا ودخلت حجرتي وكانت النفاجأة عندما وضعت يدي على رأسي وتحسست الخبطة فلم أجد أثرا لها .


صليت الفجر وبدأت أدعو أن يلهمني الله فكرة أستطيع بها مساعدة تلك الجنيات وفجأة تذكرت أن أبي يعمل في هيئة البحوث المائية فنزلت مسرعا وكان قد استيقظ وسألته : هل يمكن أن يتم عمل محمية هنا على البحيرة إذا كان بها أسماك نادرة ؟

فأجاب : نعم ويتم إزالة كل المباني الملاصقة لها . ويتم تأمينها وتعيين خبراء عليها . 

فقلت له : هذه البحيرة بها أنواع نادرة جدا يمكنك التأكد من ذلك . 


قال : سأقدم طلبا لفحصها لنرى .

مرت أيام وأنا أترقب وفي يوم جاء أبي وقال : يبدو أنك سيكون لك خبرة في المجال وستعمل معي يوما ما . فعلا وجدنا أنواع نادرة للأسماك فيها وسيتم إزالة منزل واحد ملاصق للبحيرة وسيتم عمل سور حولها لتأمينها وتم تعييني


ضمن فريق الخبراء الذين سيشرفون عليها بل سأكون المسؤول كون منزلي قريبا منها . فرحت وفي خلال أيام تم إزالة المنزل وكان الرجل يرفض ويتعلل بأن هذه البحيرة بها جنيات خطيرات ولكن لا أحد صدقه واعتقدوا أنه مجنون وأودعوه مستشفى الأمراض النفسية بسبب أفعاله وكلامه وحاول إثبات أن لديه الدليل في بيته على وجود الجنيات فأعادوه للمنزل غير أن رغد وصاحباتها كانوا أسرع عندما أبلغتهم بذلك وحملوا جثث موتاهم الذي كان حنطها في منزله للبحيرة ودفنوها هناك .


ولم يستطع الإثبات فتم إبقاءه في المستشفى .

ومنذ يومها وأنا ألتقي برغد عند الشط نتبادل الحديث والخبرات فقد علمت أنها تدرس الطب وأنا غيرت كليتي لنفس مجال أبي على أمل أن أكون المسؤول يوما ما وقد اصطحبتني للمدينة عدة مرات ومرت بنا الأيام وأنا لدي حلم وأمل بداخلي دعوت الله به كثيرا كي يتحقق .

تعليقات

عدد التعليقات : 0