حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
( الروح الصغيرة والشمس )
ذات مرة ، كانت هناك "روح" عرفت نفسها على أنها "النور".
كانت روحاً جديدة ، وبالتالي كانت متلهفة لتجربة ذاتها ...
قالت الروح الصغيرة : "أنا النور" ، "أنا النور".
ولكن ... كل المعرفة وكل الأقوال عن هذا النور لا يمكن أن تغني عن تجربته.
ولم يكن هناك سوى النور في هذا العالم الذي برزت منه الروح. كل روح كانت عظيمة، كل روح كانت رائعة، وكل روح تألقت بروعة نوري المدهش.
وهكذا، كانت الروح الصغيرة مثل شمعة أمام ضوء الشمس.
وفي خضم هذا النور الأعظم –الذي هي جزء منه – لم تتمكن من رؤية نفسها أو تجربة نفسها على أنها من وماذا تكون حقاً.
في تلك اللحظة، حدث أن هذه الروح قد تاقت إلى معرفة ذاتها.
وكان شوقها رائعا جدا لدرجة أنني قلت لها ذات يوم :
"هل تعلمين ، أيتها الصغيرة ، ما يجب عليك فعله لإرضاء شوقك؟"
"أوه ، ماذا ؟ سأفعله يا إلـٰهي !" قالت الروح الصغيرة.
فأجبتها ، "لابد أن تفصلي نفسك عن البقية ، منّا." " ثم تستدعي لنفسك الظلمة."
"وما هي الظلمة أيها القدوس؟" سألت الروح الصغيرة.
أجبتها ، "ما ليس أنت." وفهمت الروح.
وهذا ما فعلته الروح، إذ خلعت نفسها من الكل، بل وحتى ذهبت إلى عالم آخر.
وفي هذا العالم كان لديها القدرة على استدعاء كل أنواع العتمة والظلام ، وهذا ما فعلته.
ولكن، في وسط تلك العتمة ، صرخت الروح قائلة : "أيها الأب ، يا أبتِ ، لماذا تركتنــي ؟" مثلما قد فعلت أنت في أحلك أوقاتك.
لكنني لم أتركك أيضا، أقف دائما بجوارك ، مستعدا لأذكّرك بمن أنت حقا، ومستعد دوما لدعوتك إلـي بيتك!
ثم قلت للروح الصغيرة :" بمقدورِك أن تختارين أي جزء من الله ترغبين في أن تكوني عليه.".
"أنتِ إلوهية مطلقة ، تجرب ذاتها. ما هو الجانب من الإلوهية الذي ترغبين في تجربته الآن كـأنتِ؟"
"أتقصد أنني أملك حرية الاختيار؟"، سألت الروح الصغيرة.
فأجبتها :"نعم. لك أن تختارين تجربة أي جزء من الإلوهية فيك ومن خلالك."
"حسناً" قالت الروح الصغيرة ، "إذن أختار التسامح. أريد أن أجرب نفسي على أنني هذا الجانب من الله المسمىٰ بالغفران التام."
حسنا، ولقد خَلقَ هذا تحديا صغيرا كما يمكنك أن تتخيل. لم يكن هناك أحدا لتسامحه الروح ، فكل ما خلقته هو الكمال والحب.
"لا أحد لأسامحه"، سألت الروح الصغيرة ، فهي إلى حد ما لا تصدق.
فكررتُ :"لا أحد". "انظري من حولك. هل ترين أي أرواح أقل كمالا ، أقل روعة منكِ؟"
عندئذٍ التفتت الروح الصغير حولها ، لتفاجأ برؤية نفسها محاطة بكل الأرواح في الجنة. لقد جاءوا من كل أنحاء المملكة ، لأنهم قد سمعوا أن الروح الصغيرة تُجري حوارا استثنائيا مع الله.
"لا أرى أحدا أقل كمالا منّي!" صاحت الروح الصغيرة ، "فمن هناك إذن لأسامحه؟"
وعندها ، قفزت روح أخرى أمام الحشد قائلة :
"يمكنك أن تسامحيني"، قالت تلك الروح الودود.
"على ماذا؟" سألت الروح الصغيرة.
"سأدخل إلى حياتك الجسدية التالية وأفعل لكِ شيئا كي تسامحيني عليه."، أجابت الروح الودود.
"لكن كيف؟ أنتِ ككيان من النور التام ، ماذا ستفعلين لكي تجعليني أسامحك؟"، سألت الروح الصغيرة.
"أوه." ابتسمت الروح الودودة ، "أنا متأكدة من أن بمقدورنا أن نفكّر في شيء ما."
"لكن لماذا؟ لماذا تريدين أن تفعلي ذلك؟". لم تستطع الروح الصغيرة فهم السبب الذي يجعل كائنا على هذا النوع من الكمال يريد أن ببطيء من اهتزازه لدرجة أنه يستطيع بالفعل أن يقوم بشيء ما "سيء".
"بسيطة" ، أوضحت الروح الودود ، "كنت لأفعل ذلك لأنني أحبك.
تريدين تجربة ذاتك كمتسامحة ، أليس كذلك؟ علاوة على ذلك ، فقد فعلتِ معي نفس الشيء."
"أنا فعلت ذلك؟" سألت الروح الصغيرة.
"بالطبع. ألا تتذكرين؟ لقد كنا جميعا كل هذا ، أنتِ وأنا.
لقد كنا الأعلى والأسفل منه ، اليسار منه واليمين ، ما هو "هنا" وما هو "هناك" منه ، الآن وما يتبع منه ، لقد كنا الكبير منه والصغير ، المذكر منه والمؤنث ، خيره وشره ، لقد كنا كل ما هو ."
"لقد فعلنا هذا بالاتفاق ، حتى يتمكن كل منا تجربة نفسه على أنه أعظم جزء من الله ، لأننا قد فهمنا أن .... في غياب ما أنت لست عليه ، فلن يكون هناك ما أنت عليه."
في غياب "البرد"، لا يمكنك أن تكون "دافئا". في غياب "الحزن" ، لا يمكنك أن تكون "سعيدا". بدون ذلك الشيء المسمّىٰ بــ "الشر"، لا يمكن أن توجد التجربة التي تسمّيها بـ "الخير".
"إذا اخترت أن تكون شيئا ما ، فلابد من ظهور شيء ما أو شخص ما على النقيض ، في مكان ما في عالمك لجعل هذا ممكنا " ثم أوضحت الروح الودودة أن هؤلاء هم ملائكة الله الخاصة ، كما أن تلك الظروف هي هداياه.
"أطلب شيئا واحدا في المقابل." صرحت الروح الودود.
"أي شيء! أي شيء!" صرخت الروح الصغيرة. أصبحت متحمّسة الآن لعلمها أن بمقدورها تجربة أي جانب إلــٰهي من جوانب الله. الآن قد فَهِمت الخطة.
"في اللحظة التي أهينك فيها أو أؤذيك" ، قالت الروح الودود ، "في اللحظة التي أفعل بكِ أسوأ ما يمكن أن تتخيليه – في تلك اللحظة نفسها – تذكري من أنا حقا."
"أوه ، لن أنسى أبدا!" وعدت الروح الصغيرة. "سأراك على الكمال الذي أحمله لكِ الآن ، وسأتذكّر دائما من أنتِ."
وأنا أقول لكم :
كما أن وعد الروح الصغيرة هو الوعد الذي أقطعه لكم. هذا الذي لا يتغيّر. سأراك دوما على الكمال الذي أحمله لك الآن ، لأنني أعلم من أنت حقا ....
ومع ذلك ، فهل وفّيت أنت ، يا روحي الصغيرة ، بهذا الوعد للآخرين؟ !!
معذرة على طول الحدوته لكنها مترجمة ولا يمكن اختزالها ...
محبة وسلام ❤️