حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
البريء الجزء الأول
... صرخ علي معلمي اليوم وبخني و طردني من قسمي لأني لم أصحح واجبي خرجت أبكي في الرواق و لا أحد حاول تهدئتي لا أحد حاول مواساتي لا أعلم لماذا لكن ربما لاني فقير وقبيح
حاولت التكلم مع حارس البوابة لعله يستمع لي لعله يشفق علي و يتفهم موقفي أردت إخباره بأن أمي مشغولة دائما ولا وقت لها لتعلمني أردت إخباره بأني لا أملك أقلاما فأقلامي كلها سرقت
عمري عشر سنوات أدعى باسم لا أحد يناديني بهذا الإسم
أمي فقط من تناديني به أرتدي حذاء ممزق ولباس قديم رث
لست جميلا الكل يهرب مني لا أحد يتحدث معي ولا
أصدقائي لي الكل يسخر مني دائما يسخرون من شكلي دائما
وشكل وجهي كذلك قالو بأني قبيح جدا المعلمين الذين يدرسونني كذلك
لازلت أمشي في الطريق متجها لبيتنا وأبكي بحرقة في ذلك الجو الكئيب كان كئيبا كقلبي وزخات المطر إنهالت علي بللت ثيابي وبللت قلبي كذلك
تزوج أبي إمرأة أخرى وتركنا لوحدنا نسكن أنا وأمي في بيت بسيط أمي المسكينة تعمل في منازل الناس لكسب قوتنا تقوم بغسل لباسهم وأوانيهم وتطهو لهم مقابل مبلغ زهيد
وصلت أخيرا لمنزلي وصلت بعد مشي طويل بعد طول معاناة وتعب وجدت أمي المسكينة منهكة نادتني لتناول وجبة العشاء وما إن جلست حتى رن جرس الباب ذهبت أمي مسرعة لترى من الذي عند الباب
أكلت بعض الطعام وإنصرفت لغرفتي أغلقت بابها
بإحكام أخذت ذلك الحبل الذي إشتريته والذي خبأته منذ مدة وصعدت فوق سريري تساقطت دموعي وجرت على جفنيا
ماذنبي أنا..؟!
حتى أعاني كل هذه المعاناة حتى أتجرع كل هذه القسوة
لاحل أخر سأخلص نفسي من معاناتي وأخلص أمي من ولد أحمق قبيح مثلي كنت أبكي وأرتجف وأكتم شهقاتي لكي لا تسمعني أمي طوقت رقبتي بذلك الحبل أخيرا هأنا لها الأن
دخلت أمي سريعا لغرفتي بعدما دفعت الباب بقوة
وجدتني على تلك الحالة صرخت وهي تبكي هرولت ناحيتي ونزعت ذلك الحبل من رقبتي وضعتني في حضنها كنت أنا في حالة سكر بين الوعي واللاوعي سقط فيض من الدموع من جفنيها ليستقر فوق صدري و وجهي ضمتني بقوة وقالت بكلمات متقطعة:
أتريد أن تتركني وحيدة أنت كذلك كلهم خذلوني زوجي وأهلي كل شيء قاس في هذه الدنيا حقا
أتعلم يابني لا شيء يخفف عني في هذه الدنيا الا أنت
إلا وجهك الجميل ووجودك معي أنا بلا أنت بلاقيمة لا أعلم ماالذي سأفعله بنفسي اذا حصل لك أي مكروه
أرجوك لا تتركني لا لا تتركني وأكملت بكاءها وهي ترتجف
شعرت بأني ظلمت أمي كثيرا في تلك اللحظة لم أستطع أن أتحمل منظرها وهي تبكي كانت تبكي كطفلة صغيرة
وددت لو أني إحتضنتها كإحتضان العالم أجمع أردت أن أمسح عنها دموعها لكن تشوشت رؤيتي وتثاقل سمعي و غبت عن الوعي بعد ذلك