حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
بينما يستعد الزوج للذهاب لعمله إذ وجد زوجته مُتعبة مُصابة بزكام شديد فلا تستطيع معه النهوض من فراشها ، قال بنبرة حاسمة :
-سيصحو الأولاد بعد قليل عليكِ النهوض واعداد طلباتهم .
ثم ذهب سريعًا كعادته ، قامت هي وبصدرها بقايا أمنيات تمنت لو فعلها زوجها كلمة أو ربما قُبلة على جبينها تمسح بعض الألم لكن لم يحدث أن فعل ولم يأبه لمرضها أبدًا ، أعدت لأولادها كل شيء وذهبوا لمدارسهم وبدأت في اعداد الغداء وتنظيف بيتها والانتهاء من كل أعمالها المعتادة لكن بتعبٍ ووهن شديد لكنها مضطرة فليس هناك من يساعدها ، عادوا جميعًا وتناولوا الغداء وذهبوا لاستراحة مابعد الغداء كعادة والدهم ، فحزنت حزنًا كثيرًا أن تعبها مهدور دون كلمة ثناء أو شكر تخفف عنها الألم ، امتعضت فغضب زوجها فقالت :
-لم أنتظر منك سوى كلمة تُعينني في تعبي .
قال بتهكم:
=وماذا فعلتِ ؟ ماتفعلينه تقوم به كل النساء دون مضض .
لم تكمل حديثها فقد اعتادت منه الجفاء وحتى أولاده تعلموه منه ! .
في بيت آخر ....
استيقظ الزوج فأحس بمرض زوجته المتعبة في السرير ، طبع على جبينها قُبلة وربت على يدها وقام يُعد فطور أولاده ، الذين ما أن عرفوا بتعب أمهم حتى نهضوا يُقبلونها ويحتضنون يدها ومن ثم رتبوا غُرفهم واستعدوا لمدارسهم ، قال زوجها بعدما استعد هو الآخر :
-لا تُجهدي نفسك في المطبخ وعند عودتي سنطلب الغداء من أي مطعم .
ثم خرج وأولاده بينما سرت في جسدها فرحة وسرور شعرت معهم أنها تستطيع النهوض وُمحاولة القيام بكل شيء ، بالفعل قامت وأعدت الغداء وانتهت من كل أعمالها وجلست بانتظار أحبابها وهي تعلم بفرحتهم بصنيعها مُتأهبة لكلماتهم التي تعينها على كل شيء ، دخلوا والتفوا حولها يشكرون صنيعها ويساعدون والدهم في وضع الطعام على السفرة ومن ثم غسل الأطباق واعداد الشاي ، هذا لأنهم تربوا في بيتٍ دافئ حنون يقوم على الود والحب والاحترام والتقدير بين الآباء ، رجل يقدر زوجته بتصرفاتٍ وكلمات لطيفة وبسيطة وزوجة تحترم زوجها وتُقدر أفعاله لأجلها فتُحاول النهوض إن تعثرت لترى الفرحة في أعين الجميع .
الفرق بين البيتين كبير فهنا أطفال يتعلمون الجفاء وعدم التقدير وسيقضون طول حياتهم على نفس الوتيرة التي بالكاد لن تُشعرهم بالاستقرار والسعادة ، وهناك أطفال تعلموا التقدير ورأوا الحب والود فسيصبح منهاجهم في حياتهم وسيرون معه الاستقرار والحب .
الكلمات تُعين واللطف يُهون والمُساعدة تدفع للمقاومة والنهوض من جديد .