حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية (إحدى مناطق السودان
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
قصة حقيقية حدثت في جمهورية السودان لمعلم في منطقة المناجيل الريفية …
كانت رأس ياسمين على صدر تيم على أريكة مريحة في شرفة تطل على المراعي الخضراء بالريف الهولندي عندما اتصل به ليفاي..
قال له انه يريد اخذهما لمتحف الفنون الخاص بالقرون الوسطى بما ان العروسان يهويان الفن..
فنزل العروسان لبهو الفندق حيث خرجا مع ليفاي وميلا.
كان تيم وياسمين وميلا وليفاي يتمشيان بين أروقة المتحف ويلتقطون الصور وإذ بهاتف تيم يرن.. وكان والده..
نبض قلب تيم توترا فوالده يتواصل معه بالرسائل او الفيديو على تطبيق مسنجر وليس مكالمة دولية فتراجع للخلف ورد..
تيم باضطراب: آلو
الأب: تيم تصرف وكأن كل شيء على ما يرام..
تماسك تيم وقال: ماذا هناك؟
قال الأب : انه عبد الله.. كان بحديقة المنزل ثم اختفى.
نادت ياسمين : تيم هيا.. تعال لقد وصلنا للوحات جميلة..
قال تيم متوترا: مضطر لأذهب لدورة المياة...
ثم ذهب مسرعا واغلق باب أحد الكابينات خلفه..
قال ابوه بسرعة : لا تخف.. اكيد والده اخذه فمدينتنا صغيرة آمنة والأطفال يذهبون وحدهم للمنتزهات والمدارس فما بالك بحديقة منزل؟ ونحن بلغنا الشرطة فورا..
قال تيم بصوت مرتعش: ياله من حقير.. اكيد عرف اننا بشهر العسل ويريد التخريب علينا.. ماذا سأقول لياسمين!
قال الأب: قل لها انه مع شاكر.. وعودا بسرعة فخمسة أيام شهر عسل تكفي وزيادة..
أغلق تيم سماعة الهاتف واتجه نحو ياسمين التي كانت تشير للوحة فسيفساء ضخمة تعود لأحد فناني القرون الوسطى..
قالت : تيم.. انظر ما أضخم اللوحة الفسيفسائية.. يجب ان نقوم بتوسيع عملنا بمجال الفسيفساء
أمسك تيم يد ياسمين وقال: ياسمين يجب ان نخرج من هنا حالا..
قالت ياسمين بخوف: ماذا هناك؟
قال تيم بضيق: حبيبتي ليس بالمتحف.. سأخبرك خارجا..
لكن ياسمين تعلقت بثيابه وصاحت: مابهما عادل وعبد الله!
تأثر تيم.. انه قلب الأم لا يخطيء..
ضمها بسرعة وقال: حبيبتي اهدئي.. ان عبد الله عند شاكر.. واكيد أبوه لن يؤذيه..
صارت ياسمين تصرخ وسط المتحف فتجمع حولها الناس فأخذها تيم وليفاي وميلا خارجا بسرعة..
لكن قواها خارت فحملها تيم للسيارة.. وأسقاها الماء..
قالت وهي تهذي: أريد.. أريد ان اعود للوطن.. عبد الله... عبد الله.
احاطها تيم بذراعه وقال: حبيبتي عبد الله بخير.. اقسم لك. وقد بلغ بابا الشرطة احتياطا.. لا تخافي..
قالت ياسمين : اريد ان اعود الان تيم.. احجزلي على طائرة الليلة.
قال تيم مهدئا: حاضر.. لكن كوني قوية.. أكيد شاكر عرف اننا بشهر العسل ويريد تخريبه علينا. هاتي هاتفك..
قالت ياسمين : لم؟
قال تيم : هل اخوات شاكر مضافات عندك على فيسبوك؟
قالت ياسمين وهي تمسح دموعها : نعم بصفتهن بنات عمي.. لكن قمن بإضافتي ليعرفن تفاصيل حياتي لاشباع فضولهن.. ماذا ستفعل؟
قال تيم: سأنزل صورنا بشهر العسل على صفحتك.. اريد ان يراك سعيدة معي ليعرف كم هو فاشل وبائس.. انتظرني يا شاكر.. انتظرني يا حثالة.. لقد خطط ليخرب علينا شهر العسل ولا يجب ان نعطي له الفرصة ليفعل.
قالت ياسمين مذعورة: سيعرف اننا تزوجنا..
قال تيم: سيعرف عاجلا أم آجلا.. والله لولا انه والد عادل وعبود لقتلته وارتحت منه تبا له..
بينما كانت ياسمين تلملم اغراضها بالفندق وهي تبكي كان تيم يقوم بتحميل صور على الفيسبوك ويكتب تحت كل صورة: اجمل شهر عسل برفقة حبيبي.. أو أحلى الأوقات أمام البحيرة مع زوجي الغالي.. الله ما أجمل الريف الهولندي..
وكما توقع تيم فسرعان ما شاهد شاكر الصور وهو يعض على انامله من الغيظ في الصالة مع عبود في مكان ما..
قال لعبود: انظر.. انظر امك بشهر العسل ولا تسأل عنك..
قال عبود باكيا: بابا ارجعني للمنزل..
وقف شاكر وقال: علي العودة الآن يا لمعة.. اهتمي بعبود.. فقد تستدعيني الشرطة ثانية..
خرج شاكر وبقي عبود بالصالة وكانت لمعة وهي أخت شاكر غير الشقيقة في المطبخ.
دخل عبود عند لمعة وقال: عمتي.. اسمحي لي أن ألعب في الخارج..
قالت لمعة بصوت بح من التدخين: ههه حتى تهرب يا فصعون..
قال عبود: لن أهرب.. لكن اريد ان اتفرج على ديك الحبش والحمام والحصان عندك بالمزرعة..
قالت لمعة : بعد ان انهي طهو الطعام.. نخرج انا وانت ونشرب الشاي ونتناول كيك بالمزرعة ونتجول فيها ونسقي المزروعاات..
إياك ان تهرب يا عبود.. مزرعتنا آمنة لكن المناطق حول المزارع خطرة ولا تعرفها وكلها زعران يخطفون الأطفال ويقطعونهم..
خاف عبود وقال: يقطعونهم؟
قالت لمعة بابتسامة مخيفة: نعم..
ثم ابتسمت برقة وقالت: تعال حبيبي ستساعدني بعمل خليط كيك البرتقال..
كان عبود يشعر بالأمان عند عمته لمعة التي شاهدها لأول مرة بحياته فقد كان شاكر مقاطعها لانها اخته من أبيه فقط وأمها هي ضرة أم شاكر.. وكان شاكر يشاهد كيف كان والده يفضل أم لمعة على أمه ويعاملها بسوء فكأنه كان ينتقم لأمه من ياسمين..
لكن بعد ان احتاج شاكر ان يخفي عبود عند لمعة التي تسكن مع زوجها بمزرعة في قرية بعيدة أعاد العلاقات معها مع حفنة من النقود..
كان عبود يخلط خليط الكيك مع لمعة ويقول: عمتي انا أحبك كثيرا..
ابتسمت لمعة وقالت : حبيبي وانا.. هذه اول مرة اراك حبيبي واتمنى رؤية عادل..
قال عبود: لا أدري لم لم يحضرنا بابا عندك من قبل..
سحبت لمعة نفسا من سيجارة ثم قالت: لانه أبوك جزمة عتيقة هههههههه.. للأسف العلاقة بيننا سيئة رغم انني لا أكن له ضغينة. لكنني ابنة ضرة أمه..
قال عبود بحزن : لذا بابا تزوج على ماما وأحضر لها ضرة؟
قالت لمعة بحزن : والله لقد حزنت على ياسمين رغم اني لا اعرفها لكن اعرف ان ابوك جزمة قديمة هههه
ضحك عبود وقال: احبك عمتي..
رن هاتف لمعة فنظر عبود بطرف عينه لأصابعها وهي تنقر كلمة السر بسرعة.. كان عبود سريع البديهة عبقري..
ثم خرجا المزرعة وتناولا كيك وشاي ولعبا.. وكان عبود ينتظر ان تترك العمة هاتفها بعيدا.
وصلت ياسمين وتيم للمنزل وما أن رأت ياسمين عادل حتى ضمته واجهشا معا بالبكاء..
قال تيم بثبات: ياسمين.. انت تخيفين عادل فعبود مع والده اكيد.
اتجهت ياسمين وتيم للشرطة فورا وتم استدعاء شاكر مرة أخرة الذي أنكر مكان عبود طبعا وتواجه مع تيم وكاد ينشب شجار بينهما.
قال شاكر : أين ابني عبود ها؟ وأين كنت يا هانم عندما اختفى؟ أليس بحضانتك يا مهملة؟
قال تيم بتحد: كانت مع زوجها حبيبها بشهر العسل وما شأنك انت؟
استشاط شاكر غضبا واشتعل غيرة مجنونة..
قال بسرعة : ستكون حضانة الاولاد لي من الآن فصاعدا ولن تريهم يا مهملة..
اصفر وجه ياسمين..
لكن تيم قال بسرعة: تفكر بحضانة الاولاد وابنك مفقود؟ يبدو انك غير خائف عليه..يمكن مثلا.. انك تعرف مكانه؟
قال شاكر: طبعا لا هيا ابحثو عنه وأعيدوه كما أضعتموه..
قال المحقق: شاكر تبدو ملامحك مرتاحة لكن احذرك انت معرض للسجن في حال اتضح انك أخفيته بتهمة إقلاق راحة العدالة وانتهاك قانون الحضانة..
قال شاكر بتحدي : ولو كان معي.. انا ابوه.. لكنه مفقود وألوم أمه.. هي من يجب ان تذهب للسجن..
رن هاتف تيم فتحدث قليلا ثم قال: هذا بابا يقول ان عبود استطاع التواصل مع عادل لكن تم أخذ الهاتف منه بسرعة ولم يسمع عادل سوى كلمة ألو.
قال المحقق: سيدة ياسمين احضري عادل..
اصفر وجه شاكر. لم يتوقع ان ابنه عبود بارع لهذه الدرجة.
حضر عادل واخذ المحقق رقم المتصل من هاتف عادل وتواصل مع شركة الاتصالات لكن للأسف كان الرقم مسجلا باسم شخص مغترب ويبدو ان الخاطف اخذه منه. وحاول المحقق التواصل مع الشخص ولم يستطع..
انهارت ياسمين وتظاهر شاكر بالانهيار ونشب شجار بينه وبين تيم لكن المحقق صاح فيهما.. وحاول المحقق الاتصال بالرقم ثانية لتحديد موقعه لكنه كان مغلق.
فجلس المحقق مع عادل وقال له: هل سمعت صوتا غير صوت عبود..
قال عادل: مثل ماذا؟
قال المحقق : آلة بشر حيوان.
قال عادل:نعم صوت دجاج.. ربما.. ربما عند عمتي لمعة.. فأخبرني بابا ان عندنا عمة غبية تربي دجاج وحبش!
انهار شاكر وقال: عادل!
قال تيم: برافو عادل.. هل رأيت؟ انت ذكي..
ابتسم عادل.. انه ليس غبيا كما كان يظن..
قال المحقق بعصبية: أين تسكن اختك يا شاكر.. سنرسل دورية شرطة..
اضطر شاكر لمرافقة الشرطة وتيم وياسمين لمنزل لمعة ووجدوا عبود في المنزل يشاهد فيلما مع عمته.
قال عبود ببراءة وهو يركض نحو أمه: ماما اشتقت لك..
ركضت ياسمين وضمته: حبيبي.. حبيبي انا آسفة..
قال عبود: لقد استمتعت كثيرا ماما هنا..
القت الشرطة القبض على شاكر..
لكن عادل وعبود تعلقا بساقه.. لا تقبضوا على بابا.
قال تيم للضابط: ليس أمام الأولاد..
تم القبض على شاكر بتهمة إقلاق راحة الشرطة لكن خرج بعد عدة أيام بكفالة واستغل عدم ثبوت انه قام بأذية أولاده فبدأ بإجراء انتزاع الحضانة من ياسمين..
يتبع